اللبناني المغترب يرحب بالتغيير ويطالب العهد الجديد بالاصلاحات

اللبناني المغترب يرحب بالتغيير ويطالب العهد الجديد بالاصلاحات

 

مثلما رحبت الاوساط السياسية والقطاعات الاقتصادية والتجارية في لبنان بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة القاضي نواف سلام ، رحب اهل الاغتراب وتمنى الجميع للحكومة التوفيق والنجاح في معالجة المشاكل التي تواجه البلد على الصعد السياسية والأمنية. والاجتماعية والاقتصادية لان العديد منهم امتنع عن زيارة لبنان لتفقد الاهل والاصدقاء بسبب الاوضاع غير المستقرة سياسياً وامنياً واقتصادياً .

وتمنى الجميع ان يكون عمل الحكومة بما يتماشى مع خطابي القسم والتكليف والعمل فورا على تنفيذ المشاريع الإصلاحية المطلوبة وان يكون جميع الوزراء حراس للدستور والبلد وان يستعيد الجميع مدخراتهم المحجوزة في المصارف من دون اي مصوغ قانوني . 

"مجلة 24 " استطلعت بعض المغتربين في اصقاع الارض لمعرفة رأيهم بالتطورات السياسية التي حصلت بسرعة وادت الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة لمعرفة ردود فعلهم .

الاعلامية المخضرمة كارولين بعيني المقيمة في فلوريدا "قالت انا أراقب ما يجري في لبنان من تطورات اعتبرها جيدة الى حد ما خصوصاً وان شكل الحكومة مختلف عن سابقاتها لا انتماءات حزبية واضحة المعالم لرئيسها ووزرائها،  ولو ان الحسابات الطائفية والمذهبية والمناطقية موجودة ! ولكن بشكل عام الشكل يبدو جيدا ومضمون البيان الوزاري واعداً بانتظار ان نرى تطبيقة على ارض الواقع اولاً لجهة اعادة اموال المودعين في المصارف اللبنانيين علماً اننا كمغتربين تكبدتا خسائر كبيرة من احتجاز أموالنا في المصارف اللبنانية،  وثانياً لجهة قدرة هذه الحكومة  على معالجة الأزمات التي يعاني منها لبنان والتي يقف وراء معظمها سياسيين بعضهم من الصف الاول . هؤلاء يجب محاسبتهم واللبناني المغترب لن يستعيد الثقة بالوطن ما لم يرى عدداً من هؤلاء في قبضة القضاء وخلف القضبان . لذا يبقى التفاؤل حذر الى ان نرى خطوات عملية جريئة وبناءة ومحاسبة جدية تسلط الضوء على الفساد الذي يمارسه النظام السياسي الحالي وتعمل على إنقاذ الاقتصاد اللبناني وتحسين الخدمات العامة وإجراء انتخابات عادلة نزيهة وفق قانون انتخابي يمكن من خلاله للمغترب الإدلاء بصوته من دون الخوف من ان يكون هناك تلاعب في الأصوات .

من هنا لا يمكننا ان نثق بلبنان طالما الدولة ضعيفة والأحزاب تشل حركتها.

صحيح نواف سلام يمثل الرجل الانقاذي النزيه وهذا جيد ، لكن قبله بأكثر من ٣٠ عاما جاء رفيق الحريري السياسي النزيه وحاول ترسيخ مفهوم الدولة وانتهى الأمر باغتياله فكيف لنا الان ان نتفاءل . هذا الأمر سيحتاج وقت طويل ونحن سننتظر التطورات الإيجابية حتى نتمكن من إعطاء الكيان اللبناني ثقتنا  من جديد .

من ناحيته المستشار الاستراتيجي في البنك الدولي سعيد شكيب حميدان المقيم في واشنطن قال "ان الحكومة اللبنانية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء نواف سلام تواجه تحديات كبيرة مثل الإصلاحات الاقتصادية وجهود إعادة الإعمار بسبب الحرب الأخيرة وانعدام الثقة في القطاع المصرفي والفساد وفصل الواجبات بين السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية للحكومة.

هذه الحكومة الجديدة وعد جيد، وعلى الرغم من الأيام المحدودة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا أنها يمكن أن تبني الأساس للحكومة المقبلة من خلال زيادة الآمال لدى اللبنانيين وكسب ثقة المانحين والمستثمرين الأجانب المباشرين.

يجب أن تبدأ هذه الثقة بنظام قضائي مستقل برسالة مفادها أن لا أحد فوق القانون. يجب إثبات ذلك من خلال العديد من القضايا المفتوحة مثل انفجار مرفأ بيروت وملفات الفساد الأخرى في الميناء والمعابر والخدمات الحكومية. بعد ذلك، الاتفاق على الإصلاحات المصرفية وإعطاء الأمل للمودعين والمستثمرين بأن أموالهم لم تضيع ومحاسبة المسؤولين عما حدث. والمساءلة والشفافية في القيام بذلك، سيكون هناك العديد من الأسئلة المفتوحة والعديد من التفسيرات الخاطئة للحقيقة. أيضًا ووفقًا لتسلسل ماسبق، فإن السلامة والاحتياجات الجسدية هي الأساس لأي نمو شخصي أو وجود مجتمعي. إن هذه التحديات لابد وأن تعالج من خلال إزالة كل الأسلحة غير المشروعة خارج سلطة الحكومة اللبنانية وضمان عودة النازحين اللبنانيين إلى ديارهم وقراهم المدمرة في المنطقة الجنوبية مع الحفاظ على الأمن من قبل الحكومة اللبنانية.

إن الطريق أمامنا مليء بالتحديات ولكنني، مثل كثيرين، أرى فيه بصيص أمل لمستقبل لبنان...

بدورها بيسار عبد الباقي المغتربة في تكساس  قالت ان اللبنانيون المغتربون ينظرون  إلى الحكومات اللبنانية المتعاقبة بانها فاسدة . واليوم على الحكومة الجديدة إثبات العكس والقيام بالاصلاحات في كل القطاعات  والمساءلة والابتعاد عن السياسة الطائفية هي خطوة ضرورية لتعافي لبنان ونتمنى ان تكون هذه الحكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية ، وتأمين المساعدات الدولية للبنان ، ومحاسبة المسؤولين عن انفجار المرفأ.

ان النظام السياسي المعقد في لبنان وتقاسم السلطة بين الطوائف الدينية وتقديم المصالح الطائفية على مصلحة الوطن، يجعلنا نقلق من قدرة هذه الحكومة على التغيير والإصلاح خصوصاً من المتربصين لهذا البلد.