واشنطن - خاص
رغم أن الأهداف التجارية التي يسعى الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتحقيقها، أهمها زيادة التصنيع المحلي، إلا أن التداعيات السلبية قد تتجاوز الفوائد سالفة الذكر،لاسيما مع ارتفاع أسعار المستهلكين وتضرر المزارعين واضطراب سلاسل التوريد.
كما أنه كنتيجة محتملة لاستمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا قد تضطر الشركات الأميركية إلى تعديل استراتيجياتها التجارية، وقد تلجأ أوروبا إلى تعميق علاقاتها التجارية مع الصين والهند، ما قد يضر بالمصالح الأميركية على المدى الطويل. وفي ضوء ذلك يمكن رصد بعض الأضرار التي قد تصيب الاقتصاد الأميركي حالة اشتعال الحرب التجارية بين الجانبين الأميركي والأوروبي .
في هذا الاطار سألت " مجلة 24" المحلل الاستراتيجي والمستشار في البنك الدولي سعيد شكيب حميدان ان كانت الحرب التجارية التي سيطلقها الرئيس ترامب الشهر المقبل قد تقضي على سياسة العولمة وتشرع التجمعات الاقليمية .
فقال "بصفتها أكبر دولة تجارية في العالم، بتبادل تجاري بلغ 7.3 تريليون دولار أميركي في عام 2024، تُعدّ الولايات المتحدة حجر الزاوية في الاقتصاد العالمي. وتحافظ الولايات المتحدة على علاقات تجارية مع أكثر من 200 دولة ومنطقة ورابطة إقليمية. في 2 نيسان أبريل 2025، أعلن الرئيس ترامب "يوم التحرير"، الذي سيفرض تعريفات جمركية صارمة على العديد من الدول والصناعات. تُمثّل هذه الموجة الأولى من التعريفات استراتيجية أكثر تحفظًا، تُركّز على فرض رسوم متبادلة تستهدف مجموعة مختارة من الدول التي تُشكّل غالبية التجارة الخارجية للولايات المتحدة. ويهدف هذا النهج إلى مساواة التعريفات الأميركية بتلك التي يفرضها الشركاء التجاريون، مما قد يؤثر على حوالي 15% فقط من الدول.
*هناك خوف ان تؤدي هذه الحرب الى اعادة نسب التضخم في الولايات المتحدة واوروبا ودول الخليج الى الارتفاع وتدفع المصارف المركزية الى رفع الفوائد .
- من المُرجّح أن يكون لخطة التعريفات المُضيّقة آثار مُتباينة على النمو الاقتصادي الأميركي. من خلال التركيز على التعريفات المتبادلة التي تستهدف دولًا مُحدّدة بدلًا من فرض رسوم واسعة النطاق على مستوى الصناعة، تُقلّل الخطة من خطر حدوث اضطرابات واسعة النطاق للشركات والمستهلكين الأميركيين. ومع ذلك، يعتمد التأثير الإجمالي على عوامل عدة مثل نطاق التعريفات الجمركية، واستجابة الشركاء التجاريين، والتعديلات التي تقوم بها الصناعات المتضررة. وقد تؤدي التوترات التجارية والقضايا الجيوسياسية إلى تعزيز الروابط الاقتصادية بين المجموعات الإقليمية والتكتلات التجارية، مما يشير إلى تغيير جوهري في هيكل التجارة العالمية والعلاقات الاقتصادية.
*برأيك ماهو رد مجموعة بريكس على هذه الحرب .
- ستتفاعل دول البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا)، إلى جانب الدول الخمس والشركاء التسعة الذين انضموا إليها قبل أكثر من عام، مع عودة التضخم وارتفاع أسعار الفائدة المحتملة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (مجلس التعاون الخليجي) ودول أخرى، نتيجةً لحرب تجارية، بشكل معقد ومتنوع، مدفوعًا بأوضاعها الاقتصادية ومصالحها الاستراتيجية. ويُخشى أن تؤدي هذه الحرب التجارية إلى حرب عملات، وفي نهاية المطاف إلى صراع عالمي، تكون نتيجته غير مؤكدة .