الاسهم الاميركية تستعد ليوم ثاني من الانتعاش بعد انحسار التصعيد

 الاسهم الاميركية تستعد ليوم ثاني من الانتعاش بعد انحسار التصعيد

ترتفع العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بقرابة 2% في التعاملات الصباحية الباكرة ما قبل افتتاح السوق الأميركية.

مكاسب الأسهم الأميركية ستأتي بعد الإشارات المطمئنة حول خفض التوتر التجاري وإمكانية اتجاهه إلى الانحسار إضافة إلى تراجع دونالد ترامب عن عزمه لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي مما أعطى راحة لسوق سندات الخزانة دفع العوائد للانخفاض.

في انعكاس ملحوظ لمسار التصعيد التجاري، تحدث وزير الخزانة سكوت بيسنت في اجتماع مغلق عن أنه سيكون هناك خفضاً للتصعيد مع الصين، وفق ما نقلته بلومبرغ نيوز. كما تحدث ترامب عن إمكانية خفض التعرفات الجمركية على الصين، على الرغم من أنها لن تبلغ الصفر وفق قوله.

تعيد هذه الكلمات من البيت الأبيض الأمل حول إمكانية الاحتكام إلى التفاوض لوقف التصعيد التجاري والحيلولة دون اشتعال حرب تجارية عالمية. ففي الأيام الأخيرة كان الأمل يضعف حول إمكانية التفاوض ما بين القطبين التجاريين في ظل انغلاق جسور التواصل على المستويات العليا لاتخاذ القرار. 

في سياق آخر، كان قد تحدث ترامب الأمس –خلافاً لجوهر تصريحاته السابقة – عن عدم نيته لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. هذا ما ساهم في إعادة بعض الراحة لسوق الدخل الثابت ودفع عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل إلى التراجع وتفتح جلسة اليوم على انخفاض ملحوظ أيضاً. كما سجل الأمس مؤشر ICE BofAML U.S. Bond Market Option Volatility Estimate (MOVE)، الذي يساعد على قياس الخوف في سوق سندات الخزانة، أكبر تراجع يومي له منذ قرابة أربعين يوماً بنسبة 7.94%، مما قد يدل على إمكانية عودة الهدوء إلى السوق بعض الاضطراب الأخير والذي زعزع مكانة أدوات الدين الحكومية كأحد أهم الملاذات الآمنة.

كما تحدث به الكثير من كتاب الرأي، فإن ترامب يتجه إلى التراجع إلى الوراء عندما يرى العواقب الوخيمة لخطواته. المخاوف حول المتصاعدة حول تباطؤ أو حتى انكماش الاقتصاد الأمريكي – صندوق النقد الدولي خفض توقعات النمو إلى 1.8% من 2.7% للعام الحالي – وموجات البيع التي هزت سندات الخزانة يبدو أنها قد شجعت ترامب وفريقه للتراجع إلى الوراء.

أضف إلى ذلك، فإن المئة يوم الأولى لترامب في ولايته الثانية ستنتهي بعد أسبوع ولم يتوصل بعد إلى اتفاق جوهري في أي من الملفات –الاتفاق الوحيد الذي ينسبه إلى نفسه ربما هو وقف إطلاق النار في غزة والذي انهار في مرحلته الأولى وربما الجميع كان يعلم بأنه ولد بعمر قصير. كما ستنتهي هذه المئة يوم ولا تزال سوق الأسهم بالقرب من نطاق السوق الهابط.

عليه، فأعتقد أن ترامب سيدفع باتجاه إبرام الاتفاقات وربما تقديم التنازلات سواء مع الصين بشأن الملف التجاري وحتى مع روسيا في ملف حرب أوكرانيا وإيران في مفاوضات النووية وذلك تفادياً للخروج من فترة امتحان المئة يوم بدون إنجاز يذكر. هذه السردية قد تشكل دافعاً لسوق الأسهم لاستعادة المكاسب الضائعة.

بالفعل فإن الإدارة الأميركية تتجه إلى تقديم التنازلات لإنقاذ فرصة عقد اتفاق يوقع عليه ترامب. على سبيل المثال، قد تتجه الولايات المتحدة إلى الإعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم والأقاليم المحتلة الأربعة، وفق آكسيوس، كما أن المحادثات مع إيران قد لن تشمل ملفات غير البرنامج النووي وفق جوهر ما صرح به ستيف ويتكوف سابقاً.