الدروس المستفادة من اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي

 الدروس المستفادة من اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي

انعقدت هذا الأسبوع اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لعام 2025، حيث اجتمع المشاركون الرئيسيون من جميع الدول (المانحة والمستفيدة) في واشنطن العاصمة لمناقشة: 1) التوقعات الاقتصادية العالمية، 2) القرارات السياسية للمنظمتين العالميتين، 3) أهداف التنمية والموارد المالية اللازمة لتحقيقها، 4) المساعدات والاستراتيجيات الخاصة بكل بلد. 

عُقدت هذه الاجتماعات في ظل توترات ومخاوف كبيرة بشأن الاقتصاد العالمي والتأثير المباشر لحرب التجارة العالمية الناجمة عن الرسوم الجمركية.
حذّرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، من انخفاض ملحوظ في توقعات النمو الاقتصادي وارتفاعات محتملة في التضخم في بعض الدول. كما سلّطت الضوء على الضغوط في سوق سندات الخزانة الأميركية ومخاطر المزيد من خسائر أسعار الأصول. بينما شدد رئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، على الحاجة إلى مزيد من التكامل والتحرير في الدول النامية، والتركيز على القطاعات التي ستخلق فرص عمل مثل الرعاية الصحية والزراعة والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي والتصنيع. 

تُعد هذه الاجتماعات بالغة الأهمية لتبادل السياسات الاقتصادية العالمية ومعالجة التحديات التي تفرضها التوترات الجيوسياسية والمخاطر الخاصة بكل بلد. 

بالنسبة للبنان، ركّز النقاش على التحديات المستمرة التي يواجهها والحاجة إلى إصلاحات شاملة. ناقش الفريق اللبناني ، بقيادة الوزير ياسين جابر، احتياجات التعافي الاقتصادي والإعمار، وإصلاح مناخ الاستثمار، واستقرار القطاع المالي، وإصلاح إدارة المالية العامة، وإصلاح الخدمات الاجتماعية وشبكة الأمان، وإصلاح قطاع الكهرباء.
يحتاج لبنان إلى إصلاحات في معظم القطاعات والهيئات الحكومية، إن لم يكن جميعها، ولكن قبل كل شيء، يحتاج البلد إلى: 1) الاستقرار السياسي، 2) الحفاظ على السلام والأمن، 3) الفصل بين السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، 4) إنفاذ سيادة القانون على أرض الواقع، 5) مراقبة جميع الهيئات الحكومية وضبطها. جميع هذه الاختياحات عناصر اساسية لاستعادة الثقة وجذب المانحين والمستثمرين وتعزيز الامكانات الاقتصادية للبلاد .

ولجميع هذه الاحتياجات جانبان :فني وسياسي تمتلك هذه الحكومة ومثلها الكثير من الحكومات الحلول التقنية ، لكنها تفتقر إلى الدعم السياسي اللازم لتحقيق خطتها. من خلال مشاهداتي الشخصية (عن قرب)، أعتقد أن هذه الحكومة قادرة على أن تصبح أفضل حكومة قصيرة الأجل على الإطلاق، إذ تعمل بتناغم وتوافق تام تحت رؤية واحدة، وقيادة واحدة، وهدف واحد. لكن المؤسف أن أمامها عام واحد لمواجهة التحديات العديدة، وتعزيز الثقة في المسار الجديد الذي تسلكه البلاد. ولكن، لا يمكن تحقيق أيٍّ من ذلك دون الاستقرار، وبناء الثقة، ومحاسبة كل فرد على أفعاله .المحلل