زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط: مزيج من الدبلوماسية والصفقات

زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط:  مزيج من الدبلوماسية والصفقات

في خطوة سياسية واقتصادية أثارت اهتمام العالم، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارة تاريخية إلى منطقة الخليج العربي شملت السعودية وقطر، وسط تحركات دبلوماسية جريئة وصفقات اقتصادية ضخمة تعكس رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة لعلاقاتها في الشرق الأوسط.

اللقاء الأكثر إثارة للجدل

في سابقة غير متوقعة، التقى ترامب في الرياض الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي تولى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد في كانون الاول ديسمبر الماضي. الشرع، الذي كان في السابق زعيماً لجناح القاعدة في سوريا قبل أن يقطع صلاته بها عام 2016، لقي استقبالاً رسمياً بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

حث ترامب الرئيس السوري على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي وقعتها الإمارات والبحرين والمغرب عام 2020 لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة قررت رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، مما اعتبر تحولاً جذرياً في السياسة الأميركية.

ردود فعل إسرائيلية وتحفظات إقليمية

لم تخفِ إسرائيل قلقها من هذا التقارب بين واشنطن ودمشق، خاصة مع التاريخ الجهادي للرئيس السوري الجديد. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن أي تخفيف للعقوبات عن سوريا بمثابة تهديد مباشر لاستقرار المنطقة. ورغم ذلك، أكّد ترامب أن علاقاته مع دول الشرق الأوسط تصبّ في مصلحة إسرائيل على المدى الطويل.

صفقات اقتصادية غير مسبوقة

زيارة ترامب إلى السعودية شهدت توقيع صفقات ضخمة شملت التزاماً سعودياً باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى صفقات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار.

وفي قطر، التي كانت واشنطن قد دعمت حصارها إبان الأزمة الخليجية عام 2017، وقّعت شركة الخطوط الجوية القطرية أكبر صفقة طائرات في تاريخها بشراء 160 طائرة بوينغ بقيمة تجاوزت 200 مليار دولار. كما شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات دفاعية وتعزيز التعاون العسكري بين واشنطن والدوحة.

قادة الأعمال في حضرة السياسة

عزّزت زيارة ترامب إلى السعودية مكانتها كمركز عالمي للأعمال، حيث حضر مأدبة غداء في القصر الملكي في الرياض جمعته مع عدد من كبار رؤساء الشركات الأميركية مثل إيلون ماسك، سام ألتمان، لاري فينك، أندي جاسي (أمازون)، ألكس كارب (بالانتير)، ترافيس كالانيك (مؤسس أوبر)، وويليام أوبلينغر (ألمنيوم ألكوا).

رؤية ترامب لمستقبل الشرق الأوسط

في خطاب مؤثر بالرياض، دعا ترامب إلى تجاوز النزاعات التقليدية والسعي لبناء شرق أوسط يعتمد على الاقتصاد والتكنولوجيا بدل الحروب والإرهاب. وأكّد على ضرورة التعاون الإقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني الذي وصفه بأنه “طريق مدمر ذاتياً”.

قال ترامب:

“قبل أعيننا، هناك جيل جديد من القادة يتجاوز صراعات الماضي لبناء منطقة يصدر فيها الشرق الأوسط التكنولوجيا بدلاً من الإرهاب، وتُبنى فيها المدن بدلاً من أن تُقصف" .

زيارة بأبعاد استراتيجية واقتصادية

جاءت زيارة ترامب لتكرّس مبدأ “التجارة أولاً” في السياسة الخارجية الأمريكية، معززة التعاون الأمني والعسكري مع الحلفاء الخليجيين، بينما فتحت الباب أمام إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، في خطوة ستظل محط جدل لفترة طويلة .