النفط امام ساعات حاسمة مع ترقب لمصير الحرب في اوكرانيا

 النفط امام ساعات حاسمة مع ترقب لمصير الحرب في اوكرانيا

يتداول النفط الخام في مسار جانبي في ساعات صباح اليوم مع ميل طفيف للارتفاع وذلك بنسبة 0.25% لكل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط.

فيما قد تبقى تحركات سعر الخام محدودة لما تبقى من تداولات هذا الأسبوع وسط ترقب السوق لإشارة حول مسار الحرب في أوكرانيا وذلك مع اجتماع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين غداً.

في حين تكمن أهمية هذا الاجتماع بالنسبة للسوق نظراً للعواقب المحتملة في حال لم تكن مخرجاته على النحو الذي يرغب به ترامب. هذه العواقب قد تنطوي على تعميق عزلة الاقتصاد الروسي وضرب صادراته النفطية مما قد يقلل من حجم المعروض في السوق مما قد يتسبب في رفع الأسعار على الأقل مؤقتاً.

تهديدات ترامب لبوتين ليست جديدة وتجاهل الأخير لها أيضاً كذلك. حيث مضت المهلة التي حددها ترامب لبوتين بشأن التفاوض على وقف إطلاق النار الجمعة الفائتة من دون اتخاذ أي خطوة. إلا أن الخروج من هذا الاجتماع مع تحقيق ترامب لهدفه سيكون فائق الأهمية نظراً لمكان اللقاء الذي يقع على الأراضي الأميركية. بمعنى آخر، فإن عدم إظهار بوتين لجدية بشأن وقف الحرب في الاجتماع سيترجم تحدياً لرئيس الولايات المتحدة على أرضه، وفق آكسيوس. كما يرى نيكولاس كريستوف في مقال للرأي في نيويورك تايمز بأن عدم جدية ترامب أمام بوتين من شانه أن جعل الصين أكثر جرأة بشأن إعادة ضم تايوان.

حاجة ترامب المتزايدة للضغط للتوصل إلى اتفاق تصطدم مع جملة من العوامل التي من شأنها أن تقلل فرص التوصل إلى اتفاق أو على الأقل التوصل إلى اتفاق جدي ودائم. حيث ترى هيئة التحرير في وول ستريت جورنال بأنه من الصعب تخيل كيفية التوصل لاتفاق بمعزل عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لن يحضر الاجتماع. كما ترى بأن يجب تقديم ضمانات حقيقة لزيلينسكي بشأن التزام روسيا بوقف إطلاق النار، مستشهدة بذلك بخرق اتفاقي مينسك 1 و2 بعد فترة وجيزة من توقيعهما. علاوة على ذلك، يرى المحررون بأنه من الأفضل لترامب تشكيل ضغط اقتصادي على روسيا بالتزامن مع دعم متزايد لأوكرانيا.

لكن إلى الأن لا لم يتم طرح ضمانات تشجع أوكرانيا على التنازل ولا ضغط كاف على بوتين للانسحاب خلف خطوط المواجهة. عليه، فلا أرجح إمكانية التوصل إلى تفاقم بين بوتين وترامب غداً من شأنه أن يفضي إلى سلام طويل الأجل في أوكرانيا، وبدلاً من ذلك فإن الحرب قد تتجه إلى التصعيد أكثر فأكثر وقد يكون توسيع العقوبات أول خطوات التصعيد.

إلا أن هذه العوامل الصعودية على الجانب الجيوسياسي تتواجه مع تلك الهبوطية على الجانب الاقتصادي. حيث قد رفعت هيئة الطاقة الدولية توقعاتها بشأن نمو المعروض هذا العام بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً للعام الحالي وذلك من 2.1 مليوناً في توقعات تموز يوليو السابقة. هذا التزايد في المعروض يتزامن أيضاً مع علامات الضعف التي تظهر في كبرى الاقتصادات وكان آخرها من الصين حيث هبطت القروض الجديدة على نحو غير متوقع بمقدار 50 مليار يوان في يوليو الفائت وهذا ما لم نشهده منذ عشرين عاماً ويدل بدوره على شهية الاقتراض المنخفضة المدفوعة أساساً بالتشاؤم حول مسار الاقتصاد الذي يعد أكبر مستورد للنفط في العالم.