اعتبر الكاتب في صحيفة واشنطن بوست ماكس بوت ان تكتيكات الرئيس الاميركي دونالد ترامب في فرض الرسوم الجمركية تشكل شذوذاً في السياسة الخارجية.
ويعتبرالكاتب ان استخدام ترامب للرسوم الجمركية كأداة للضغط على الدول لتحقيق أهداف غير تجارية، ويقول إن "ترامب يستخدم الرسوم الجمركية بطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي استخدمها معظم الرؤساء الأميركيين الآخرين، أو غيرهم من زعماء العالم".
ويشير بوت إلى أن "الولايات المتحدة كانت تستخدم الرسوم الجمركية في الماضي لأغراض مثل حماية الملكية الفكرية أو حقوق العمال، وهو ما يختلف عن أسلوب ترامب.
ويشبّه الكاتب سياسة ترامب التجارية بسياسة الصين التي تستخدم "الاقتصاد كأداة للضغط على الدول التي لا تتفق معها"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة في عهد ترامب تتصرف مثل الصين في عهد الرئيس شي جين بينج".
والحقيقة ان ترامب ومنذ عودته الى البيت الابيض اطلق سلسلة من الحروب التجاري على دول العالم حتى الحليفة للولايات المتحدة . مما اثار تخوفا في الاسواق المالية العلمية ودفع بعض الدول الكبرى للتصدي له والدعوة الى قيام تحالفات تنتهي حقبة النفوذ الاميركي او القطب الوحيد في العالم .
"مجلة 24 " سالت رئيس جمعية المصارف في مملكة البحرين الدكتور عدنان يوسف عن التطورات الحاصلة في الاسواق الغالمية وما هي نظرته إلى التطورات التي تحصل على صعيد التحالفات الجديدة التي تصب في إطار ضرب النفوذ الأميركي؟
· - نرى موجة “توازن قوى” أكثر من كونها بديلًا لنظام دولي تقوده واشنطن: توسّع البريكس (انضمام السعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران) ومنظومة شنغهاي، مع تسريع التنسيق الروسي-الصيني (قمم متتالية واتفاقات تتجاوز 20 ملفًا) ورسائل صريحة عن “نظام متعدد الأقطاب"..
التأثير تراكمي لهذه التحويلات هو زيادة كلفة النفوذ الأميركي وخلق مساحات مقايضة بالدبلوماسية والطاقة والتمويل، لكنه لا يطيح فاعلية واشنطن فورًا بسبب فجوات القدرات والمؤسسات والتحالفات الغربية القائمة.
اوروبا والطاقة
*هل تستطيع الولايات المتحدة أن تعوض النقص الحاصل في مخازن الدول الأوروبية التي كانت تعتمد على الغاز الروسي؟
· - عمليًا، نعم إلى حد كبير: حصة روسيا من واردات غاز الاتحاد الأوروبي هبطت من أكثر من 40% (2021) إلى نحو 11% للغاز عبر الأنابيب في 2024، وأقل من 19% من إجمالي الغاز (أنابيب+LNG).
الولايات المتحدة صارت أكبر مورّد للاتحاد الأوروبي في الربع الأول 2025 (حوالي 51%). لكن الاعتماد الكامل على أميركا غير واقعي وحدها؛ التوليفة تشمل أيضًا خفض الطلب الأوروبي، تعاقدات مع قطر والنرويج، واستثمارات بنية تحتية. وتبقى موجات البرد، والأسعار وحلقات الاختناق اللوجستية تشكل مخاطر جدية.
العقوبات على الهند
*ما هو تفسيرك لفرض العقوبات على الهند بسبب اعتمادها على صادرات روسيا وفي الوقت نفسه تجاهل الصين أكبر مستورد؟
· - الولايات المتحدة اختارت أدوات مختلفة، حيث فرضت في أغسطس 2025 تعريفات إضافية على الواردات من الهند حتى 50% احتجاجًا على استمرار شراء النفط الروسي المخفَّض، بينما استخدمت مع الصين حزم عقوبات انتقائية ضد شركات بعينها وممارسات إنفاذ غير مباشر بسبب تشابك التجارة الثنائية الهائل وحساسية الأسواق. سياسيًا، الهند تُعامَل أيضًا كورقة ضغط تفاوضية في ملفات تجارية وأمنية، فيما يُراعى مع الصين أثر أي تصعيد واسع على الاقتصاد العالمي
التحالف الثنائي
*وقعت روسيا والصين أكثر من 20 اتفاقية للتعاون في كل القطاعات وتم الاتفاق الاعتماد على عملتي البلدين ، الا يؤثر ذلك على وضع الدولار الأميركي؟
· - توقيع “أكثر من 20 اتفاقية” مع تأكيد توسيع التسويات باليوان والروبل يسرّع تفكيكًا جزئيًا لاعتماد روسيا على الدولار ويرسّخ اليوان في منظومتها المالية. لكن على مستوى النظام العالمي، حصة الدولار في احتياطات المصارف المركزية ما زالت نحو 58% في الربع الأول 2025—انخفاض طفيف لا يرقى لتحول بنيوي سريع .
الخلاصة إن هذه الاتفاقيات تولد ضغط هيكلي بطيء على الدولار في التجارة والتسويات، لا في احتياطات البنوك المركزية على المدى القريب.
ترامب والاحكام القضائية
*مدى تأثير الأحكام القضائية التي صدرت ضد قرارات ترامب وما تأثيرها على سياسته المالية والتجارية؟
· - محاكم الاستئناف اعتبرت أن فرض رسوم جمركية واسعة بموجب قانون صلاحيات الطوارئ الاقتصادية (IEEPA) يتجاوز التفويض، والقضية قد تصل إلى المحكمة العليا. إذا ثُبِّت الحكم، قد تفقد الإدارة أداة تحصيل إيرادات مهمة وتضطر لرد مليارات للشركات، ما يضغط على العجز ويحد من استخدام التعريفات كسلاح تفاوضي.
الأثر المباشر لهذه الاحكام هو ارتفاع عدم اليقين التجاري، وإعادة صياغة أدوات السياسة الاقتصادية بعيدًا عن الرسوم الشاملة.
القلق الاوروبي
*لوحظ أن رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد كانت من أكثر القادة المنتقدين لتدخل ترامب في عمل الفيدرالي الأميركي؟
- رئيس البنك المركزي الاوروبي حذّرت صراحة من أن تقويض استقلالية الفيدرالي “خطر جِدّي” على الاقتصاد العالمي ورسالتها هي ضرورة المحافظة على استقلال البنوك المركزية التي تمثل ركيزة للثقة وتثبيت توقعات التضخم؛ بينما تسييس القرارات النقدية يرفع علاوات المخاطر ويضر بالدولار والأسواق. هذه التحذيرات تكرّرت هذا العام مع تصاعد ضغوط البيت الأبيض على الفيدرالي.
اين موقع دول الخليج
* امام هذه المعارك والتحالفات التي تحصل اين موقع دول مجلس التعاون الخليجي؟ *
· - باختصار الخليج يتقدم كلاعب توازُن لا ساحة تنافس فقط. على سبيل المثال، تتجه قطر لرفع طاقتها LNG إلى 126 مليون طن/سنة بحلول 2027 (ومدارس تُقدّر 142 بحلول 2030)، ما يمنح الخليج ورقة وزن في أمن الطاقة الأوروبي-الآسيوي. جيوسياسيا، يعتبر انخراط السعودية والإمارات في البريكس تعميق لتنويع الشركاء دون فك الارتباط بالغرب. كما برز تدقيق غربي متزايد على شبكات التفاف العقوبات (شركات في الإمارات وتركيا والصين)، ما يدفع الخليج لتشديد الامتثال لحماية ممراته المالية.