واصلت أسعار النفط تراجعها يوم الثلاثاء لتسجّل أدنى مستوى لها في 5 أشهر، متأثرة سلبا بتصاعد حدة المخاوف بشأن وفرة الإمدادات على مستوى العالم، إلى جانب تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي زادت من حدة الضغوط على الأسواق.
وفي تقريرها الأخير، عززت وكالة الطاقة الدولية (IEA) المخاوف من وفرة الإمدادات، بعدما رفعت تقديراتها لنمو المعروض العالمي إلى 3 ملايين برميل يوميًا خلال العام الحالي و2.4 مليون برميل لعام 2026، مشيرةً إلى زيادات في إنتاج أوبك+ واستمرار قوة الإنتاج في الأميركتين. وفي المقابل، خفّضت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب إلى نحو 700 ألف برميل يوميًا لكل من العامين، مما زاد من التوقعات بشأن فائض كبير في المعروض.
إلى جانب ذلك، أسهمت التوترات التجارية في ترسيخ النظرة الهبوطية للأسواق، بفعل زيادة حالة عدم اليقين. ورغم الارتفاع المحدود الذي شهدته أسعار النفط مطلع الأسبوع نتيجة التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن الزخم لم يستمر طويلًا. وتعرض السوق لضغوط إضافية متأثرة سلبا بانخفاض حدة المخاطر الجيوسياسية، وسط تنامي التوقعات باستقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وحول النظرة المستقبلية للأسواق، من المتوقع أن تتجه الأنظار صوب مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وحجم الإمدادات الصادرة عن أوبك+، إلى جانب بيانات المخزون المرتقبة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ومن المتوقع في حال غياب أي بيانات إيجابية من تقارير المخزونات أو من الاقتصاد الكلي العالمي، أن تبقى الأسعار عرضة لضغوط إضافية.