عقد مجلس الإمارات للاقتصاد الدائري اجتماعه الثالث لعام 2025، برئاسة عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، رئيس المجلس، وذلك في مصنع البركة للتمور بدبي، بحضور الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، إلى جانب أعضاء المجلس من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية، حيث استعرض الاجتماع سبل تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في قطاع الغذاء في الدولة.
وناقش الاجتماع، الذي استضافه مصنع البركة للتمور، آليات الحد من هدر الطعام وتعزيز الاستهلاك المستدام ودعم الابتكار من خلال شراكات ومبادرات جديدة، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وإطلاق قيم اقتصادية جديدة لتمكين تطبيقات النمو المرن في مواجهة التغير المناخي.
وأكد بن طوق المري، أن دولة الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، أولت اهتماماً كبيراً بتبني نموذج الاقتصاد الدائري عبر دمج الحلول المستدامة في منظومتها الاقتصادية الوطنية، وإطلاق سياسات ومبادرات نوعية تدعم كفاءة إدارة الموارد وتسرّع التحول نحو أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة، مشيراً إلى أن التركيز على قطاع الغذاء في هذا الاجتماع يعكس أهميته الاستراتيجية لإطلاق فرص اقتصادية مبتكرة في تعزيز الأمن الغذائي، ودعم الشراكات بين مختلف الأطراف المعنية في الدولة، بما يتماشى مع مستهدفات "أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031" ورؤية "نحن الإمارات 2031".
من جانبها، قالت شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان"تُشكّل الدائرية في قطاع الأغذية ركيزة أساسية لتحقيق هدف دولة الإمارات بالوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، وضمان أمنها الغذائي للأجيال القادمة. لقد قطعت دولتنا شوطاً كبيراً في ترسيخ مبادئ الاقتصاد الدائري عبر مختلف القطاعات، وعلينا اليوم أن نُسرّع وتيرة هذا التقدّم ونحوّله إلى أثر ملموس ومستدام. ولن يتحقق هذا التحوّل إلا من خلال شراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص، تقوم على مواءمة السياسات ووضع الحوافز التي تتيح لحلول الأغذية الدائرية النمو والازدهار في سوقنا المحلي. فبتكاتف الجهود، يمكننا تحويل الرؤى إلى واقع يرسّخ مكانة دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في الابتكار والاستدامة".
واستعرض المجلس خلال الاجتماع سياسات ومبادرات الاقتصاد الدائري في قطاع الغذاء بالدولة، بما في ذلك إعادة تصميم النظام الغذائي من الإنتاج إلى الاستهلاك، وتعزيز ثقافة إعادة التدوير عبر سلاسل الإمداد، وتحفيز الابتكار في المنتجات ذات القيمة المضافة، إلى جانب مبادرات مبتكرة مثل إعادة استخدام مخلفات التمور، وتدوير سعف النخيل، ومبادرة الشارة الخضراء الهادفة إلى تعزيز دور الشباب في ترسيخ ثقافة الاستدامة.
وعقب الاجتماع، أجرى بن طوق جولة في مرافق مصنع البركة للتمور حيث اطلع على خطوط الإنتاج والتقنيات المستدامة المستخدمة في المصنع، بالإضافة إلى المنتجات المشتقة من التمور وأسواق تصديرها، وأشاد بجهود الشركة في تبنّي حلول إنتاج مبتكرة وممارسات استدامة متقدمة، خاصة في مجالات كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات وإعادة توظيف مخلفات التمور في منتجات ذات قيمة مضافة، بما يعكس نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين