البيتكوين تواجه ضغوطاً متجددة وسط ضعف معنويات المشترين

 البيتكوين تواجه ضغوطاً متجددة وسط ضعف معنويات المشترين

لا تزال البيتكوين عالقة ضمن هيكلٍ سعري هابط، حيث تستمر في تكوين قمم وقيعان أدنى على التوالي، مما يُبقي الزخم مائلاً نحو الاتجاه الهابط. ولحدوث انعكاس ذي دلالة، يتعين على الأصل أن يستعيد تماسكه فوق مستوى 111 ألف دولار بثبات، وهو المستوى الذي يمكن أن يساعد في استعادة الثقة اللازمة لاستقرار الاتجاه. وحتى ذلك الحين، من المرجح أن تُعتبر أي ارتفاعات في الأسعار بمثابة حركات تصحيحية مؤقتة ضمن اتجاه عام هابط.

كما يواصل السوق الأوسع للعملات الرقمية المرور بمرحلة عميقة من تخفيض المديونية، إذ يتراجع المتداولون خطوة إلى الوراء مع تصاعد التقلبات وتراجع الثقة في قدرة السوق على الصمود عند مستويات مرتفعة.

ووفقاً لبيانات CoinGlass، فقد ارتفعت عمليات تصفية المراكز الشرائية بشكل حاد، لتتجاوز 350 مليون دولار منذ الأمس وحتى وقت كتابة هذا التقرير، مقارنة بنحو 260 مليون دولار من تصفيات المراكز البيعية خلال الفترة نفسها. ويُبرز هذا التفاوت مدى هشاشة الجانب الشرائي في السوق، مع تسارع وتيرة تصفية المراكز ذات الرافعة المالية. وفي ظل هذه البيئة، يبدو أن المشترين مترددون في العودة بقوة، مدركين أن أي تعافٍ مستدام يتطلب دعماً أساسياً أكثر صلابة بدلاً من تدفقات مضاربية عابرة.

ومع ذلك، تُظهر بعض الديناميكيات الأساسية في السوق مؤشرات على احتمال حدوث إعادة تراكم تدريجية تحت السطح. فقد بدأ مؤشر حجم التداول التراكمي (OBV) بالارتفاع تدريجياً، مما يشير إلى أن ضغوط الشراء بدأت تتفوق على ضغوط البيع رغم ضعف الأسعار. وقد يعكس هذا التباين أن الأيدي الأقوى بدأت في الشراء من جديد، وهو ما يعزز فرضية أن المرحلة الحالية قد تمثل فترة إعادة بناء هادئة أكثر منها مرحلة توزيع صريح. وإذا استمر هذا النمط، فقد يشكل لاحقاً أساساً لتعافٍ صعودي أكثر متانة حال تحسن الظروف الاقتصادية والسيولة في الأسواق.

ورغم حالة الضعف السائدة، فإن بعض التطورات الكلية قد توفر فرصاً محدودة للصعود. فقد ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في نحو أسبوع مقابل سلة من العملات الرئيسية، بدعم من انحسار المخاوف بشأن التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التفاؤل بشأن قرب التوصل إلى حل لإغلاق الحكومة الأمريكية المستمر منذ 20 يوماً. وقال المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاسيت في مقابلة مع شبكة CNBC إن الإغلاق الحكومي “من المرجح أن ينتهي خلال هذا الأسبوع”، وهو ما ساهم في تحسين طفيف لمعنويات السوق بشكل عام.

في الوقت نفسه، اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نبرة أكثر تفاؤلاً حيال العلاقات التجارية مع بكين، معرباً عن ثقته في التوصل إلى ما وصفه بـ“اتفاق عادل للغاية” مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ملمحاً إلى زيارة مبكرة إلى الصين في عام 2026. وأي تقدم على هذا الصعيد من شأنه أن يخفف من حدة القلق في الأسواق، خصوصاً بعد أن كانت التوترات التجارية المتصاعدة وراء موجة البيع الأخيرة التي أزالت أكثر من 16 مليار دولار من المراكز الطويلة في غضون ساعات قليلة.

كما أن نشاط المؤسسات الاستثمارية لا يزال متماسكاً نسبياً. ووفقاً لبيانات SoSo Value، سجّلت صناديق البيتكوين الفورية صافي تدفقات خارجة بلغ 1.23 مليار دولار الأسبوع الماضي، بينما شهد يوم الإثنين وحده تدفقات خارجة إضافية بقيمة 40 مليون دولار. إلا أن الأسبوعين الأسبقين شهدا تدفقات داخلة تراكمية تقارب 6 مليارات دولار، ما يشير إلى أن المشاركة المؤسسية لم تتراجع جذرياً، بل تمر بمرحلة طبيعية من الاستقرار بعد موجة تراكم قوية.

 وعموماً، لا تزال البيتكوين تُظهر مؤشرات مبكرة على إعادة التراكم، كما يعكسه ارتفاع مؤشر حجم التداول التراكمي، إلا أنها تبقى محصورة ضمن هيكلٍ هابط. ويبدو أن التعافي الأسرع أصبح أكثر اعتماداً على عوامل أساسية أكثر صلابة، مثل إعادة فتح الحكومة الأمريكية أو ظهور بوادر واضحة لتراجع التوترات التجارية، وإلا فستظل السوق عرضة لمزيد من الضغوط الهبوطية في ظل المعنويات الضعيفة السائدة.