في لحظة تاريخية ، وقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب في كوالالمبور، أمام قادة تايلند وكمبوديا وماليزيا، ليعلن عن اتفاق سلام أنهى نزاعاً دموياً بين دولتين آسيويتين.
التوقيع بدا وكأنه عودة لواشنطن إلى دورها التاريخي كصانعة سلام عالمي ولكن بأسلوب ترامب الخاص: “السلام عبر القوة الاقتصادية.”
العديد من المحللين من الحزب الجمهوري يعتبرون أن ما يجري اليوم هو سلام حقيقي بصيغة ترامب.
فمنذ عودته الى البيت الابيض ، لم يخفِ ترامب قناعته بأن عصر الحروب ولى وبدأ زمن الصفقات.
والآن وخلال جولته الآسيوية هذه، نجح في تحويل نزاع حدودي عمره عقود بين تايلند وكمبوديا إلى اتفاق سلام شامل، بوساطة أميركية مباشرة من دون إرسال جندي واحد أو إطلاق رصاصة واحدة.
في تصريحاته، قال ترامب ما يعكس فلسفته الجديدة في السياسة الدولية: “إنقاذ الشعوب أكثر متعة من لعب الغولف… هذا ما أجيده، وهذا ما أحب.”
عبارة تختصر الرؤية الترامبية للسلام: حسم الأزمات بالعقل والمصالح لا بالرصاص.
الاتفاق لم يكن سياسياً فقط، بل حمل أبعاداً اقتصادية عميقة. فبعد توقيع “اتفاق كوالالمبور للسلام”، أعلن ترامب عن حزمة اتفاقيات تجارية ضخمة مع الدول الثلاث تضمنت فتح الأسواق الآسيوية أمام المنتجات الأميركية بنسبة تقارب 99%، مقابل إبقاء نسبة رسوم أميركية رمزية تبلغ 19%.
بهذه الخطوة، أعاد ترامب تثبيت نفوذ بلاده الاقتصادي في جنوب شرق آسيا، وهي المنطقة التي لطالما حاولت الصين الهيمنة عليها.
وفي الوقت ذاته، ضمن للولايات المتحدة مصادر جديدة للمعادن الحيوية المستخدمة في الصناعات الدفاعية والتقنية، بعد أن احتكرتها الصين لسنوات.
بعبارة اصح ، لم يحقق ترامب سلاماً فحسب، بل أمَّن مستقبل الصناعات الأميركية الاستراتيجية، وأعاد رسم خريطة النفوذ الاقتصادي في آسيا.
الرئيس الأميركي أثبت مجدداً أن الدبلوماسية لا تحتاج إلى لجان أو خطابات مطوّلة، بل إلى قيادة تعرف كيف تستخدم الضغط الاقتصادي لتحقيق السلام. فقد هدّد الطرفين بفرض رسوم جمركية قاسية إذا استمر النزاع، ليجرّهما على التفاوض.
وبهذا، حوّل لغة العقوبات إلى لغة تفاهم، وأثبت أن “فن الصفقة” يمكن أن يكون أداة سلام فعّالة في عالم أنهكته الحروب.
حتى رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم لم يتردد في الإشادة بترامب قائلاً: “العالم بحاجة إلى قادة يؤمنون بالسلام، ويكسرون القواعد من أجله.”
أما رئيس وزراء كمبوديا، هون مانيت، فذهب إلى أبعد من ذلك معلناً أنه سيرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام.
رسالة إلى العالم: السلام يربح أكثر من الحرب
بينما يواجه العالم تصاعداً في النزاعات من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، جاء ترامب ليقدّم نموذجاً أميركياً جديداً: زعيم لا يرسل الطائرات الحربية، بل يرسل صفقات تجارية.
وفي زمن تتراجع فيه الثقة في المؤسسات الدولية، نجح في تحقيق ما فشلت فيه الدبلوماسية التقليدية لعقود: اتفاق سلام فعلي في واحدة من أكثر مناطق العالم توتّراً.
هذا هو ترامب وهذا هو عصره ! سياسة تجمع بين الحزم والبراغماتية، وترى أن الاقتصاد من أقوى أدوات الردع والسلام معاً!
