بعد أن حذّرت "منظمة الصحة العالمية" منها، وعلى خطوات قليلة لتصنيفه مادة مسرّطنة رسمياً، تبقى محاولات العلماء والباحثين جارية لغاية اليوم لفهم تأثيرات مادة " الأسبرتام" على الصحة العامة، إذ من المهم فهم التأثيرات الصحية والآثار الجانبية التي قد تنجم عن هذه المادة.
تُستخدم مادة "الأسبرتام" في العديد من المنتجات الغذائية والمشروبات. أما التحقيق في خطورة إستعمالها، فيعتبر أمراُ بالغ الأهمية، إذ يصبح بإمكاننا إتخاذ القرارات بشأن استخدام هذه المادة والابتعاد عن أي آثار سلبية قد تسبّبها.
تٌعدّ مادة "الاسبرتام" من المواد الكيميائية التي تستخدم كبديل للسكر في بعض المشروبات والأطعمة المصنّعة.
وسنحلل التجارب المخبرية والدراسات السريرية لفهم كيف يؤثر هذا المركّب على نظامنا الغذائي بشكل عام
إضافة إلى ذلك، سوف نستعرض أيضًا أبحاثاُ حديثة حول خطورة مادة "الاسبرتام" في زيادة إحتمالية حدوث بعض المشكلات الصحية مثل اضطرابات في التمثيل الغذائي، ومشاكل الجهاز العصبي، وتأثيرها وعلى صحة القلب والأوعية الدموية، على أمل زيادة الوعي للآثار الجانبية السلبية المحتملة لهذه المادة على الصحة الجسدية وحتى النفسية.
ماهي مادة "الأسبرتام"؟*
الأسبارتام هو مُحلّي صناعي، يتمّ تسويقه أيضًا باسم NutraSweet و Equal و Sugar Twin و AminoSweet . يُستخدم في أكثر من 6000 منتج، أهمها مشروبات الصودا، العلكة الخالية من السكر وغيرهما من المنتجات.
مادة "الأسبارتام "(المعروفة باسم E 951 في الاتحاد الأوروبي)، هي مادة كيميائية إصطناعية تتكوّن من الأحماض الأمينية وحمض الأسبارتيك، مع إستر الميثيل. عند استهلاكها يتحلل إستر الميثيل إلى ميثانول، والذي يمكن تحويله إلى فورمالديهايد.
على مدى عقود ربطت الدراسات مادة "الأسبارتام" بقائمة طويلة من المشاكل الصحية، بما في ذلك:
*السرطان*
وجدت دراسة جماعية كبيرة في عام 2022 في PLOS Medicine شملت 102،865 من البالغين الفرنسيين أن المٌحلّيات الصناعية، خاصة" الأسبارتام" و"أسيسولفام- K ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث لوحظت مخاطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي والسرطانات المرتبطة بالسمنة.
وكتب الباحثون: "توفر هذه النتائج رؤى مهمة وجديدة لإعادة التقييم المستمرة لمُحليات المضافات الغذائية من قبل هيئة سلامة الأغذية الأوروبية والوكالات الصحية الأخرى على مستوى العالم".
*أورام الدماغ *
في عام 1996 ، أفاد باحثون في مجلة Neuropathology & Experimental Neurology عن أدلة وبائية تربط إدخال "الأسبارتام" بزيادة نوع عدواني من أورام الدماغ الخبيثة.
*السمنة والسكري وأمراض القلب*
لم تجد الأبحاث حول المُحليات الصناعية، أي دليل واضح على فوائد فقدان الوزن عبر المحليات الصناعية في التجارب السريرية العشوائية.
وكشفت دراسة أجراها باحثون بمركز العلوم الصحية فى سان أنطونيو بجامعة تكساس، أن أولئك الذين يشربون المشروبات الغازية الخاصة بالحمية أكثر عرضة للإصابة للسمنة والسكري وأمراض القلب، من أولئك الذين يشربون المشروبات الغازية التى تحتوى على السكر العادي.
* الزهايمر*
الأشخاص الذين يشربون الدايت صودا يومياً أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية والخرف بثلاث مرات تقريباً من أولئك الذين تناولوها أسبوعياً أو أقل. وشمل ذلك زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث يتمّ إنسداد الأوعية الدموية في الدماغ، والإصابة بخرف ومرض الزهايمر، وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 عن السكتة الدماغية.
*النوبات*
"يبدو أن مادة " الأسبارتام" تؤدي إلى تفاقم كمية موجة ارتفاع مخطط كهربائية الدماغ لدى الأطفال الذين يعانون من نوبات مصحوبة بغيبوبة. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان هذا التأثير يحدث بجرعات أقل وفي أنواع النوبات الأخرى ، "وفقًا لدراسة أجريت عام 1992 في علم الأعصاب. "الأسبارتام "له نشاط معزّز للنوبات في النماذج الحيوانية التي تستخدم على نطاق واسع لتحديد المركبات التي تؤثر على حدوث النوبات.
*تلف المخ *
تم ربط "الأسبارتام" بالمشاكل السلوكية والمعرفية بما في ذلك مشاكل التعلم والصداع، النوبة، الصداع النصفي، المزاج العصبي، القلق، الاكتئاب والأرق. و كما كتب الباحثون في دراسة أجريت عام 2017 في Nutritional Neuroscience: "يجب التعامل مع استهلاك الأسبارتام بحذر بسبب التأثيرات المحتملة على صحة السلوك العصبي." "الأسبارتام الفموي غيّر بشكل كبير السلوك، وحالة مضادات الأكسدة لدى فئران التجارب".
*الصداع والصداع النصفي*
قد يثير "الأسبرتام" الصداع لدى بعض الأفراد المعرّضين للإصابة به. فقد قالت شابات مصابات بالصداع النصفي عن أن صداعهن يمكن أن يكون ناتجاً عن مضغ علكة خالية من السكر تحتوي على الأسبارتام ، وفقًا لمقالة نشرت عام 1997 في مجلة Headache Journal.
*تدهور وظائف الكلى*
إن إستهلاك أكثر من حصتين في اليوم من الصودا المحلاة صناعياً مرتبط بزيادة ضعف وظائف الكلى لدى النساء، وفقاً لدراسة أجريت عام 2011 في المجلة السريرية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى.
*زيادة الوزن والشهية *
تربط العديد من الدراسات الأسبارتام بزيادة الوزن وزيادة الشهية والسكري واضطراب التمثيل الغذائي والأمراض المرتبطة بالسمنة.
* اضطراب التمثيل الغذائي*
يتحلل الأسبارتام جزئياً إلى فينيل ألانين الذي يتداخل مع عمل أنزيم الفوسفاتاز القلوي المعوي (IAP) الذي سبق أن ثبت أنه يمنع متلازمة التمثيل الغذائي (مجموعة من الأعراض المرتبطة بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية.)
أما اضطراب التمثيل الغذائي والسمنة فقد وجدت دراسة أجريت عام 2022 في مجلة Frontiers in Nutrition أن استهلاك الأمهات من الأسبارتام والستيفيا يؤثر على ميكروبيوتا الأمعاء لدى النسل. ويمكن أن تحفز المحليات الصناعية عدم تحمل الجلوكوز عن طريق تغيير ميكروبيوتا الأمعاء.
*الولادة المبكرة*
وفقًا لدراسة جماعية أجريت عام 2010 على 59334 امرأة حامل دنماركية نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية ، انه كان هناك ارتباط بين تناول المشروبات الغازية المحلاة صناعياً وغير الغازية وزيادة خطر الولادة المبكرة.
*الأطفال وزيادة الوزن*
يرتبط استهلاك المشروبات المحلاة صناعياً أثناء الحمل بارتفاع مؤشر كتلة الجسم للأطفال ، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2016 في JAMA Pediatrics. كتب الباحثون: "على حدّ علمنا ، نقدم أول دليل بشري على أن استهلاك الأمهات للمحليات الصناعية أثناء الحمل قد يؤثر على مؤشر كتلة الجسم للرضع".
*الحيض المبكر*
تابعت دراسة النمو والصحة التي أجراها المعهد القومي للقلب والرئة والدم عام 1988 فتيات لمدة 10 سنوات لفحص الارتباطات المحتملة بين استهلاك السكر المحتوي على الكافيين وغير المحتوي على الكافيين والمشروبات الغازية المحلاة صناعياً وفترة الحيض المبكر. خلصت الدراسة التي نُشرت في عام 2015 في مجلة American Clinical Nutrition إلى أن "استهلاك المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين والمحلاة صناعيًا كان مرتبطًا بشكل إيجابي بخطر الدورة الشهرية المبكرة في مجموعة أميركية من الفتيات الأميريكيات من أصل أفريقي والقوقاز".
*تلف الحيوانات المنوية*
لوحظ انخفاض كبير في وظيفة الحيوانات المنوية للحيوانات المعالجة بالأسبارتام عند مقارنتها بالتحكم والتحكم في MTX ،" وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 في المجلة الدولية لأبحاث العجز الجنسي. توضح هذه النتائج أن نواتج الأسبارتام يمكن أن تكون عاملاً مساهماً في تطوير الإجهاد التأكسدي في الحيوانات المنوية البربخية.