تطلّ إختصاصية علم الأمراض والطب الوقائي د. ليلى لحود رشدان،عبر موقع "مجلة” 24 لطرح ملفات طبية وتجميلية، حيث جالت أهم الدول الغربية لتفيد مرضاها، في عيادتها الموجودة في بيروت، بكل جديد في عالم الطب الوقائي والتجديدي ضمن الطب التجميلي الواسع والمتداخل بين الذوق والإختيار المناسبين وبين السلامة والأمان لمرضاها.
يستوقفنا اليوم مصطلح البيبتايد Peptide، خصوصاً أنه يدخل كثورة علمية في عالم التجميل والرياضة كما الرشاقة.
*د. لحود ما هي وظيفة البيبتايد Peptide تحديداً؟
-يوفّر البيبتايد دعماً لشيخوخة الجسم عبر خصائص مضادة للإلتهابات. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض أنواع البيبتايد يمكن أن يكون لها دوراً فعالا في إبطاء عملية الشيخوخة وتقليل الالتهابات.
منذ أكثر من 20 عاماً ونحن بطور التفكير وإجراء البحوث في عملية إطالة عمر الإنسان عبر Anti aging medicine أو الطب الوقائي، وهو بالفعل إختصاصي شخصياً كطبيبة في علم الأمراض والطب الوقائي، بما هو معروف عنه ب "الطب التجديدي Regenerative medicine ".وأعتبر أن كل الدراسات المتجدّدة، تدور حالياً حول إطالة عمر خلايا الإنسان للإبقاء على وظيفتها السليمة على الرغم من التقدّم في العمر. لذلك، من الطبيعي أن يُصاب الإنسان بالأمراض بسبب بطء وظيفة خلايا الجسم وقلّة تفاعلها داخله.
- كيف يعمل البيبتايد؟
-إكتشف الباحثون أن البيبتايد تعمل على تحفيز وظيفة الخلايا وبالتالي تمنع شيخوختها، أكانت خلايا المفاصل لتحفيزها على الإصلاح، للرياضيين مثلا، أو خلايا البشرة (تطبيقات تجميلية ).
أما المحور الأساسي في هذه العملية، فهو تخفيف الإلتهابات والسموم على صعيد الخلايا لتعيش مدة أطول، وبشكل مختلف عن المضادات الحيوية، إذ تُعتبر البيبتايد ذات تأثير مضاد وقاتل خلال فترة زمنية قصيرة جداً. وهذا ليس على صعيد البشرة والمفاصل فقط، بل على عدّة أصعدة منها: الجهاز الهضمي (حيث أظهرت نتائج فعّالة بالنسبة لتخفيف الوزن)، الأوجاع المزمنة، النشاط الجنسي، النشاط التناسلي وعدة أمراض أخرى مصدرها الخلايا.
*كيف تعمل البيبتايد على صحة المفاصل؟
- بالنسبة للمفاصل، أعتبر أن عارض الإلتهابات هو الأساس والأكثر تأثيراً عليها، خصوصاً عند الذين يمارسون الرياضة بشكل مكثّف، إذ يلجأوون الى العلاجات لكي لا تخذلهم مفاصلهم مستقبلا عند خوضهم السباقات والنشاطات الرياضية. تتشخّص الإلتهابات في هذه الحالات عبر فحص يساعد الأطباء بتحديد نوع إلتهاب المفاصل وبالتالي تحديد نوع وماهية العلاج.
أريد أن أنوّه هنا أننا نحرص كأطباء إختصاصيين، على صحة الذهن وصحة الدماغ أيضاً لمنع التعرّض للأرق وقلّة النوم مع تقدّم العمر، مما يؤدي الى الإصابة بأنواع سرطانات وأمراض قلب وإحباط.
*ماء البطاطا الحلوة حلا للوزن الزائد
- اكتشف العلماء في اليابان مؤخرًا أن استهلاك ماء البطاطا الحلوة قد يساعد على التخلص من الكيلوغرامات الزائدة من خلال كبت الشهية.
هذا وأجريت الدراسة المذكورة على الفئران التي تناولت وجبات غنية بالدهون. وتم تقسيم الفئران إلى مجموعتين - أعطيت المجموعة الأولى ماء يحتوي على مستويات عالية من بروتين ببتيد البطاطا الحلوة والأخرى أعطيت ماء بمستويات منخفضة من بروتين ببتيد البطاطا الحلوة.
وبعد إجراء هذه الإختبارات على الفئران، اكتشف اليابانيون بعد حوالي شهر أن الفئران التي تناولت المياه التي تحتوي على مستويات عالية من بروتين ببتيد البطاطا الحلوة انخفضت أوزانها بعد أن خفّت شهيتها، عدا عن عملية التمثيل الغذائي لديها كانت أسرع بكثير ومستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول أقل بكثير من الفئران التي تم إعطاؤها ماء يحتوي على مستويات منخفضة من بروتين بيبتايد البطاطا الحلوة. العلماء اليابانيون الذين أجروا الدراسة إن السبب في ذلك هو زيادة كميات الليبتين والأديبونكتين، وهي هرمونات تنظم الشبع ومعدل الأيض.
*ما حقيقة هذه الدراسة وهل تنجح على الإنسان بنسبة عالية؟
- الفكرة أن البيبتايد هي قطعة من البروتين مكوّنة من الأمينو أسيد، حيث تستطيع أن تأتي من خلايا نباتية،كما تقول الدراسة المذكورة عن ماء ثمرة البطاطا الحلوة. تعمل البيبتايد كما البروتين الموجود داخل جسمنا.
أعتبر أن البروتين عبارة عن هورمونات، وفي هذه الدراسة بالذات هو عبارة عن الليبتين والأديبونكتين، وأول بيبتايد أجريت عليها الإختبارات هو الأنسولين. فكرة البيبتايد هو تعويض عن نقص هورمونات لكي تعمل الأخيرة بشكل أفضل تجاه الأشخاص الذين لديهم نقص هورمونات.
*أساس البيبتايد في دراسة البطاطا الحلوة؟
- في حالة ماء البطاطا الحلوة، استخرج البيبتايد منها واستعمل تماماً كما تعمل الهورمونات التي تساعد على الشبع وقطع الشهية وبالتالي خسارة الوزن.
نستطيع استخراج البيبتايد من خلايا إنسانية، وحديثاً أصبح لدينا نانو بيبتايد Nanopeptide وهي تكنولوجيا حديثة، نستطيع من خلالها تطوير الدراسات لتخفيف الآثار الجانبية. أريد أن أنوّه هنا أن البيبتدات ليست عبارة عن فيتامينات أو مكمّلات غذائية، لذلك علينا دراسة حالة كل شخص، خصوصاً في حال إعطاء بيبتايد شبيهة كثيراً بالهورمونات، أي ليست مطوّرة أو منقّات كثيراً، اذ ممكن أن تتعارض مع مشاكل أخرى. أما الأهم من ذلك، هو نسبة الجرعات، اذ هناك طرق لأخذ جرعات البيبتايد، فمنها ما نعطيه بواسطة الفم أو عبر حقنة تحت الجلد أو تحت اللسان، ومنها ما نضعه مباشرة على البشرة.