الشمس مشرقة والأيام تطول مع موسم الهواء الطلق. لقد وصل فصل الربيع، ولكن كُثر منا يشعرون بالخمول وفقدان الحيوية. بالنسبة للبعض، الربيع هو موسم نوبات التثاؤب. فبينما يستيقظ العالم بأسره في الصباح، يحتاج الكثير من الناس العودة الى النوم. إن مراقبة التجديد الكامل للطبيعة بعد شتاء طويل وبارد هو من الأمور الجميلة بشكل لا يصدق، لكنه يمكن أن يجعل البعض مما يتأثر بهذا التغيير المناخي، يشعرون بالنعاس أكثر مما يشعرون به خلال فصل الشتاء، وهذا الشعور الرهيب بالتعب والضعف الذي يحول بينهم وبين العالم يمكن أن يشعرهم بعدم الراحة والإحباط والوهن.
تُعرف هذه الظاهرة بإسم "الخمول في فصل الربيع". وعلى الرغم من أنه ليس مرضاً، إلا أن الأطباء على دراية به جيداً، بحيث يتكيّف الإنسان مع تغيّرات الطقس وساعات النهار الطويلة بشكل متزايد. يتغيّر إيقاع الجسم مع تزايد كمية ضوء الشمس مما يسبّب تغيرات هرمونية في الجسم. يعاني أولئك الذين يتأثرون بفصل الربيع من أعراض الخمول لمدة أسبوعين فقط على الأكثر. ينصح الأطباء أن نعيد للجسم في الربيع ما فاته خلال فصل الشتاء: الشمس والهواء النقي ونظام غذائي غني بالفيتامينات.
حلقة جديدة خصت بها موقع "مجلة24"، الدكتورة "ليلى لحود" ألإختصاصية في علم الأمراض والطب الوقائي، لتشرح لنا أسباب وعوارض "خمول الربيع" عبر نصائح للتغلب على التعب وتأثيره السلبي على الحياة اليومية ومنها الجنسية في هذا الفصل.
* كيف تشريحين ظاهرة "خمول الربيع".. ؟
- نحن نعلم أن أشعة الشمس هي مصدر السعادة عبر هرمون السيروتونين، ومع نهاية فصل الشتاء يكون الجسم قد استنفد واستهلك بما يكفي من هذا الهرمون. ومع دخولنا مرحلة بدء فصل الربيع، يحتاج الجسم حكماًً لهرمونات جديدة كالميلاتونين.. في هذه الفترة بالذات يشعر بعضنا بالنعاس والخمول. سبب آخر لهذه الظاهرة، هو ارتفاع معدّل الحرارة في الجو وطول الأيام بالنسبة لتقديم الساعة، حيث يعمل الجسم لإعادة ضبط مستويات الهرمونات، فيتمّ إطلاق المزيد من هرمونات الإندورفين والتستوستيرون والإستروجين، ويشكّل هذا التحوّل ضغطاً شديداً فنشعر بالتعب. إضافة إلى ذلك، عملية تقلب درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الربيع، حيث تتوسّع الشرايين في الجسم وينخفض ضغط الدم، فيشعر بعضنا أيضاً بالخمول والكآبة، أما البعض الآخر فيشعر بالرومانسية فيلجأ للتمتّع بإجازة الربيع وجوّه الممتع!
* في اي فترة من الربيع نشعر بهذه العوارض؟
مبدئياً نشعر بهذه العوارض بين شهري آذار ونيسان ولمدة أسبوعين فقط فيما بينهما، وتحدث هذه العوارض في البلدان فوق الخط الإستوائي. هناك حالات إستثنائية تحدث فيها حوادث إنتحار للأسف!
إذاً هي حرب بين هرمون السيروتونين وهرمون الميلاتونين؟
هذا ما يحدث في الحقيقة في الجسم في هذه الفترة، عند عملية النقل من فصل الشتاء الى فصل الربيع، أيّ من كمية شمس قليلة لفصل الشتاء، الى نهار أطول، مع تغيير الساعة وتأثر الساعة البيولوجية للجسم بهذا التغيير، وشمس أكثر لفصل الربيع. هذا التفاعل بين الميلاتونين بأقصى درجاته والسيراتونين، هرمون السعادة، بأدنى معدلاته، يؤدي الى الخمول والتعب، ومنها الى نفسية متعبة ومشاكل مع المقربين في المنزل وأيضاً في العمل! بالإضافة الى موضوع الحساسية، مع تغيّرات الطبيعة، إذ يفتك بالجسم أعراض حساسية الربيع مثل حبوب لقاح الأشجار والعشب Pollen allergys إلى ظهور أعراض الحساسية مثل العطس وسيلان أو انسداد الأنف وتورّم الأغشية المخاطية والسعال والحكّة والعيون الدامعة.
*ما هو علاج عوارض "خمول الربيع"؟
- ننصح عادة في العيادات الطبية في هذا الفصل، فصل الربيع، بفيتامين C في الصباح والمغناسيوم عند المساء للشعور بالنشاط لتفادي الأعراض التي ذكرتها آنفاً. لكن، لا يكون الإتكال على الفيتامينات فقط في هذه الحالة. بل علينا:
- الخروج إلى الهواء الطلق والإستمتاع بالشمس، فالضوء يحفّز إنتاج هرمون السيروتونين الذي يحسّن المزاج.
-الاستحمام بالماء الفاتر ومن ثم البارد لتنشيط الدورة الدموية.
-تناول وجبة فطور صحية لبداية مثالية لليوم.
- الحفاظ على رطوبة الجسم.
- فقدان الوزن الزائد للحصول على الطاقة.
- النوم السليم وتقليل من التوتر لتعزيز الطاقة.
- التخفيف من شرب الكافيين والكحول وشرب المزيد من الماء، خصوصاً عند الشعور بالجفاف.
- أخذ إستراحة قصيرة من الروتين اليومي، بغض النظر عما إذا كان اللجوء الى إلى الساونا ضمن منتجع صحّي أو تدليك مريح، فجرعات صغيرة من العافية تزيد من رفاهيتنا.
*كيف تتفاقم أعراض الخمول؟
- إذا استمرت الأعراض حتى الصيف أو إذا تضاءلت اللياقة البدنية على المدى الطويل، فمن المستحسن إجراء فحص طبي للتأكد من أن أعراض الخمول ليس بسبب موسم الربيع.
*ماهي الأغذية التي تحفّز الجسم في فصل الربيع؟
- أنصح بزيادة كمية الفاكهة والخضروات والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم واللحوم الخالية من الدهون في النظام الغذائي، بالإضافة الى التقليل من كمية الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات والملح، وعدم تناول كمية كبيرة من الطعام، فالوجبات الكبيرة يمكن أن تستنزف الطاقة أيضاً.
*ماذا يشعر المريض تحديداً في فصل الربيع من العوارض التي تؤثر على حياته؟
- لا يشعر تحديداً بالصداع وإنما بثقل في الرأس على الرغم من نومه لساعات طويلة أثناء الليل! والجدير بالذكر أن حساسية الربيع والخمول الربيعي يؤثران على الحياة الجنسية بشكل كبير!
فالعطس وسيلان الأنف والاحتقان والتعب والحكة والعيون الدامعة هي أعراض حساسية يمكن أن تجعل الشخص يشعر بأي شيء فيه أو بشريكه غير مثير.
*قد لا يفكر الناس في كيفية تأثير الحساسية على الحياة الجنسية؟
- ذكرت إحدى الدراسات أن العديد من الأشخاص قالوا إن أعراض الحساسية لديهم تؤثر سلبباً على حياتهم الجنسية. هناك بعض العوامل الرئيسية التي تسبّبها الحساسية والتي قد تؤثر على الحياة الجنسية للشخص. أعتبر أن التعب المرتبط بالحساسية وأدويتهما، بالإضافة الى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أيضاً، كل هذه العوارضتؤثر على الجهاز العصبي، الذي يتحكم في القدرة على الإثارة الجنسية. أياً كان السبب، فإن الحرمان من النوم قد يجعل الجسم ببساطة متعباً للغاية بحيث لا يستطيع ممارسة الجنس.
