الذهب قد يحظى بدعم المخاوف حول عدم استدامة الدين الأميركي

 الذهب قد يحظى بدعم المخاوف  حول عدم استدامة الدين الأميركي

يتجه سعر الذهب إلى الثبات اليوم، الذي قد يشهد انخفاضاً في السيولة مع الإغلاق المبكر للسوق الأمريكي، بالقرب من مستوى 3353 دولاراً للأونصة في التعاملات الفورية وذلك بعد ثلاثة أيام من المكاسب.
تحركات الذهب الهادئة تأتي مع ترقب جملة بيانات سوق العمل اليوم والتي من شأنها أن تعطي تصوراً أوضح حول حال الاقتصاد الأميركي خصوصاً بعد البيانات الصادمة .  
في حين لا يزال الذهب محتفظاً بجملة من العوامل الداعمة التي من شانها أن تغذي الاتجاه الصاعد الذي استئناف هذا الأسبوع والمتمثلة بعدم اليقين تجاه استدامة المالية العامة للولايات المتحدة وإمكانية عودة الحرب في الشرق الأوسط.
حيث فاقم طرح قانون One Big Beautiful Bill لتوسيع الإعفاء الضريبي وخفض الإنفاق المخاوف مجدداً حول مدى استدامة الدين العام في الولايات المتحدة. حيث يرى كل من روبرت روبين ولورانس سامرز واللذان توليا منصب وزير الخزانة في عهد بيل كلينتون في مقال للرأي في نيويورك تايمز بأن هذا القانون ينطوي على تبعات خطيرة كبقاء معدلات الفائدة مرتفعة وخفض ثقة الأعمال وطرد الاستثمارات. علاوة ذلك، فإنه قد يحدث اضطراب مالي قد يصعب على السوق امتصاصه يبقي الاقتصاد أقل مرونة في مواجهة التهديدات الاقتصادية والجيوسياسية.
هذه المخاطر المحتملة الناجمة عن القانون الجديد قد تجعل المستثمرين أقل ثقة في أدوات الدين الحكومية الأمريكية وهذا ما قد يجعل الذهب أكثر جاذبية على الرغم من ارتفاع عوائد السندات وبقاء المعدلات مرتفعة مطولاً.
أما على الجانب الجيوسياسي، فيلوح في الأفق شبح عودة التصعيد إلى الشرق الأوسط وهذه المرة قد يكون على نحو أكثر تأثيراً من السابق. فوسط التضارب في التقارير والتصريحات بشأن مدى الضرر الذي تعرضت له المنشآت النووية الرئيسة في إيران، نرى استعداداً متواصلاً لطرفي الصراع لعودة الحرب.
هذا في الوقت الذي لم يشهد فيه المسار التفاوضي أي انتعاش فيما لا تزال الأصوات المتشددة تنادي بعودة الحرب مجدداً. حيث يرى المستشار الأسبق لدونالد ترامب للأمن القومي جون بولتن في مقال للرأي في نيويورك تايمز بإن المفاوضات مع إيران غير فعالة وخطرة ويدعوا بذلك إلى تغيير النظام في إيران واستخدام القوة.
في حين أن جولات الصراع الفائت لم تخلق ضرر جوهرياً في الاقتصاد العالمي وسلاسل إمداد الطاقة، إلا أن الجولة الجديدة المحتملة قد تنطوي على تلك العواقب بالفعل. حيث قد قامت إيران بتحميل سفن بألغام بحرية مما قد فاقم من المخاوف حول إمكانية أغلاق مضيق هرمز، وذلك وفقاً لرويترز.
هذه الخطوة إن تمت فقد تشكل تجاوزاً للخط الذي يفصل ما بين الصراع المحدود وذلك الذي ينطوي على تكاليف على الاقتصاد العالمي ككل ذلك مع إيقاف حركة الملاحة في المضيف المسؤول عن أكثر من خمس إمدادات العالم من النفط الخام والغاز الطبيعي.
في المقابل، فقد لن تقوم إيران بمثل هكذا خطوة طالما أن صادرتها من النفط لا يزال تمر من المضيق، وهذا ما حدث بالفعل حتى في أيام الحرب الأخيرة في يونيو.
أما على جانب الحرب التجارية، فيسود التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقات من شانها أن تنزع فتيل هذا الصراع الذي تسبب باضطراب واسع لسلاسل الإمداد العالمية وهدد بتباطؤ الاقتصاد الأميركي والعالمي، وهذا بدوره قد ينزع أهم العلاوات التي تدعم اتجاه الذهب الصاعد. جاء هذا التفاؤل بعد أن أعلن ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع فيتنام .
كما نجد أمل بإمكانية التوصل إلى الاتفاق الذي تطوق له الأسواق مع الصين وذلك عقد تخفيف قيود صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة التي قامت بدورها بتخفيف بعض القيود على تصدير التكنولوجيا. هذه الخطوات من شأنها أن توحي أن التهدئة التي تم التوصل إليها في سويسرا سابقاً بإمكانها التماسك بما قد يمهد الطريق نحو اتفاق شامل .