إحمرار الوجه قد لا يكون صحياً بل مرض "الوردية"

img

ليست دفئاً ظاهراً أو دليل "وفرة" في الصحّة أو حتى علامات خجل.. هذا بعض ما يُستبعد عند الاتجاه في توصيف الإحمرار المتقطّع أو المزمن في الوجه عن مرض "الوردية". هو مرض جلدي إلتهابي مزمن شائع لدى البالغين الذين لديهم ميل للمناطق الواضحة للغاية من الجلد مثل الوجه. يتميّز بالاحمرار والبثور والأوعية الدموية المتوسّعة.

حوارنا اليوم مع طبيب الامراض الجلدية والتجميل، اللبناني "جان بيار هاشم"، المقيم في اللوكسمبورغ، لتعريفنا بمرض "الوردية" وليُفيدنا بأهم وأحدث العلاجات الوقائية والتجميلية لهذا الداء.

 *ما هو التعريف المحدّد لمرض "الوردية" الجلدي؟

 -  "ألوردية" أو Pityriasis roseas عبارة عن حالة أكثر ما هي "مرض"، وهي عبارة عن حالة إحمرار على ظاهر الجلد طويل الأجل على الوجه، وقد تظهر بعض الأعراض لمدّة تتراوح بين أسابيع وعدة أشهر ثم تختفي لفترة. يُمكِن أن تُشخَّص الوردية عبر مضاعفات تحدث لبعض الحالات المعرّضة لها، على أنها بثور أو إلتهاب أو غيرها من مشكلات الجلد التي تترافق بحالات معيّنة ببعض الأوجاع، فتنتقل من  حالة "العَرَض" الى "مرض الوردية"!

*يتسبّب مرض الوردية بالأعراض المزعجة وقد يرغب المريض بالعلاج بالأعشاب الطبيعية.. فهل الأمر ممكن؟

- كما نعلم أن مرض الوردية هو مرض مزمن، لذلك من غير الممكن علاجها جذرياً باستخدام الأعشاب في كل الحالات. لكن، لا يزال بإمكان المريض إستخدام عدد من الأعشاب الطبيعية للتخفيف مثلا من توسّع الشرايين الدموية التي تنتج عن المرض، أو  لتقليل إلتهاب الجلد واحمراره في الحالات الطفيفة. لكن أنا كطبيب، ألجأ عادة الى الطرق العلمية للعلاج، ولا أستطيع أن أصف أو أن أعطي أسماء أعشاب طبيعية لعلاج الوردية، بل أعمل على وصف المضادات الحيوية مثل  Doxycycline  للعمل على تخفيف الإلتهاب وظهور البثور. أما في حال إعطاء دواء موضعي، فأعالج عن طريق وصف أدوية ضدّ الطفيليات

* أسباب الإصابة ؟

- أولها وأهمها العامل الوراثي أو الجينات، فقد يحدث وجود حالة ضمن العائلة الواحدة كالأب أو الأم، فتنقل العدوى الى الأولاد.  عامل آخر مهم هو داء السكري ومشاكل في الأوعية الدموية المتواجدة في منطقة الوجه لتعرّضها المفرط لأشعة الشمس، إضافة الى إلتهابات المعدة والمصران. لكن أوصي أولا وأخيراً من التعرّق المفرط وعدم الوقاية من الشمس!

 

*من هو الأكثر تأثراً من الناس ؟

-  يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض الوردية، ولكنه أكثر شيوعاً بين هذه المجموعات: البالغين منتصف العمر وكبار السن، النساء، بينما عندما يصاب الرجال به، فإنه يميل إلى أن يكون أكثر حدّة. ولكن قد لا يتمّ تشخيص الحالة لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة لأن البشرة الداكنة يمكن أن تخفي احمرار الوجه.

*ما هي أعراض الوردية وهل تنتشر في كامل الجسم غير الوجه؟

- تتطوّر الوردية على الوجه، وعادةً على سفحيّ الأنف والخدين، إلا أن بعض الأشخاص يرون أن الوردية تنتشر في جبهتهم أو ذقنهم  أو رقبتهم. أما عوارضها الظاهرية فهي: إحمرار الوجه، عروق مرئية يسبّبها تكسّر الأوعية الدموية الصغيرة في الأنف والخدين لتصبح أكبر، نتوءات منتفخة. يصاب العديد من الأشخاص المصابين بالوردية ببثور على الوجه تشبه حَبّ الشباب، شعور بالحرقة و تضخّم الأنف.

*ما هو عارض التسمّك في الجلد؟

- مع مرور الوقت، يمكن لمرض الوردية أن يزيد من سماكة جلد الأنف، مما يجعل الأنف يبدو أكبر. وتسمى هذه الحالة أيضاً رينوفيماRhinophima... تحدث هذه الحالة في كثير من الأحيان عند الرجال أكثر من النساء.

*هل يحدث تورماً في الوجه إثر الوردية؟

- نعم، قد يعاني بعض المصابين بالوردية من بعض التورّم في الوجه بسبب الإلتهابات وتفاعل المناعة المرتبطة بالوذمة Edema والذي قد يصبح الورم ملحوظاً في وقت مبكر من المرحلة الأولى من المرض. نفس الإحمرار الذي يسبّب تطوّر الوردية يمكن أن يرتبط بتراكم السوائل في أنسجة الوجه.

* لماذا مرض الوردية مزمناً وعلاجه إما نادراً أو مستحيلا؟

- في عيادتي يأتي مريض الوردية فأعالجه بطريقتين: معالجة الإلتهاب بالمضادات الحيوية إما على شكل حبوب أو كريمات، أما الطريقة الثانية فهي إزالة الإحمرار عن طريق الليزر Pulsed Dye Laser (PDL) الذي يتميّز بجودته للتحمّل  وفعاليته للغاية في علاج الوردية، مما يوفر تصفية الأوعية الدموية وتحسين حالة الجلد بشكل عام بتكسير الشعيرات تحت الجلد.

*- كم جلسة ليزر يحتاج المريض للتخلص من الوردية؟

- بعد 3 أو 4 جلسات يتخلّص المصاب من الوردية بين 70 الى 80% منه ولكن ليس نهائياً، فالأمر صعب خصوصاً في حال كان المرض وراثي، ففي هذا الوضع تتكرّر عملية الخضوع لليزر مرة كل 6 أشهر أو كل سنة بعد عودة الشعيرات الى البروز وتوقيف النمو.

* ما هو أفضل موسم من العام للخضوع للمعالجة ؟

- في كل موسم يستطيع المصاب بالوردية الخضوع للعلاج بشرط الوقاية من الشمس بعد كل عملية ليزر.. كلّ على حسب توقيت عمله وظروفه الخاصة والمهنية. فبعد العلاج بالليزر سيتعرّض المريض لاحمرار في الجلد والتورّم وبروز نقاط باللون الأزرق. لكن اعتبر أن موسم الصيف هو غير مفضّل لمثل علاجات مماثلة.

* - ما هي الأطعمة المحفّزة للوردية وهل تنفع الرياضة في هذه الحالة؟

- أبداً، فبسبب نبض القلب القوي التي تسبّبه الرياضة، تتوسّع الشرايين وبالتالي تبرز الوردية أكثر فأكثر. أما محفزّات الأطعمة الأكثر شيوعاً المرتبطة بمرض الوردية فهي: الكحول والأطعمة الغنية بالتوابل والأطعمة التي تحتوي على السينامالدهيد مثل الطماطم والفواكه الحمضية والشوكولاتة. أيضاً المشروبات الساخنة والأطعمة الغنية بالهستامين مثل الجبن المعفّن والنبيذ واللحوم المصنّعة.