يواصل الذهب التماسك فوق مستوى 4200 دولار للأونصة في تداولات السوق الفورية، مدعوماً بنبرة حذرة في الأسواق قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي اليوم.
حيث يتجه تركيز المستثمرين نحو تصريحات جيروم باول، إذ يُنظر إليها بوصفها العامل الحاسم فيما إذا كان هذا الهدوء سيستمر أو يتبدّد وتعود التقلبات من جديد.
وفقاً لأحدث مؤشرات سوق العمل، جاءت بيانات فرص العمل المتاحة في تقرير JOLTS أمس أفضل من المتوقع، كما تحوّل مؤشر التغيير الأسبوعي في وظائف ADP إلى المنطقة الإيجابية للمرة الأولى منذ أربعة أسابيع. ورغم أن هذه البيانات ليست محورية لصناع السياسة النقدية نظراً لتأخر JOLTS وفقدان بيانات ADP الأسبوعية لوزنها في السوق، إلا أن المتعاملين غالباً ما يتفاعلون معها تكتيكياً على المدى القصير قبل أي حدث مهم للفيدرالي. قد بدا تأثيرها في السوق محدوداً، لكنها أضافت قدراً من عدم اليقين إلى مشهد اليوم.
قدرة الذهب على البقاء فوق مستوى 4200 رغم ارتفاع العائد لافتة للنظر. فقد ارتفع عائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات لليوم الرابع على التوالي حتى يوم أمس، وهي حركة عادة ما تضغط على المعدن الأصفر. وجاء هذا الصمود في وقت ارتفعت فيه حالة عدم اليقين في سوق السندات مجدداً، مع ارتفاع مؤشر ICE BofAML (MOVE)، والذي يعد مؤشراً لقياس الخوف في سوق السندات، لليوم الثالث على التوالي بعد اقترابه من أدنى مستوياته منذ عام 2021. هذا المزيج بين قوة العوائد وتصاعد تقلبات سوق السندات غالباً ما يسبق اجتماعات الفيدرالي ويدفع المتعاملين إلى اتخاذ مراكز دفاعية في الملاذات الآمنة. وبمعنى آخر، كلما ازدادت الضبابية في سوق السندات، تراجع تأثير العائد المرتفع على الذهب.
لهذا تصبح نبرة باول هي المتغير الأكثر جوهرية اليوم. فأي إشارة متساهلة قد تضعف الدولار وتخفّض توقعات العوائد، الأمر الذي يمنح الذهب دعماً جديداً وقد يجذب عمليات شراء متصاعدة إلى المعدن. أما الميل نحو النبرة المتشددة، فيحمل مخاطرة تقويض استقرار الذهب من خلال تعزيز علاوات الفائدة ورفع قوة الدولار في لحظة حساسة. ومن المرجح أن يكون ردّ فعل السوق فورياً بالنظر إلى مدى تماسك تداولات الذهب حول مستوى 4200.
ووفقاً CME FedWatch Tool، تُسعّر الأسواق احتمالاً بنسبة 87 بالمئة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اليوم، وبنسبة قريبة من ذلك لخفض آخر في يناير. وهذه التوقعات تم تسعيرها إلى حد كبير في السوق، ما يعني أن الحركة الحقيقية ستعتمد على الرواية التي سيقدّمها باول.