الهواتف الذكية وتأثيرها على المجتمع

الهواتف الذكية وتأثيرها على المجتمع

يشعر الكثير من الخبراء بالقلق تجاه اللحمة الاجتماعية، فإنه وفضلا عن مساهمتها في ضمور مهارات التواصل، فان الهواتف الذكية تهدد التماسك الاجتماعي بالعموم. نتيجة الاستخدام المستمر للهواتف المحمولة، فقد انخفض التفاعل بين الأفراد بشكل كبير في العديد من الأوساط الاجتماعية. على الرغم من أن الناس لديهم شبكات اجتماعية واسعة ويتواصلون معها بشكل دائم، فإن معظم عمليات التواصل هذه تتم من خلال الهواتف أكثر من اللقاءات الشخصية. ونتيجة لهذا فقد تجد غرفة مليئة بالأشخاص مجتمعين فيزيائياً لكنهم لا يتفاعلون مع بعضهم البعض، اذ ترى ان كل شخص منصبا على هاتفه منعزلا عن جلّاسه. فمثلا أنك تجد من الشائع جداً ان تذهب إلى المطعم وتجد طاولة مليئة بالأشخاص الجالسين حولها وكل واحد يتحدث عبر هاتفه بدل التحدث مع جليسه. تسمي عالمة النفس الامريكية توركل هذه الحالة بـ "مجتمعون لوحدنا" أو (Alone Together). حيث تقول "نحن مجتمعون معاً ولكن كل واحد منا يعيش داخل فقاعته، مرتبط بشدة بلوحة المفاتيح وشاشة اللمس الصغيرة". لذلك تشعر توركل أن هذا السلوك يهدد التماسك الاجتماعي.

وبالإضافة إلى تأثيرها على طريقة تعرّف الأشخاص على المجتمع، تؤثر الهواتف الذكية على كيفية نظرة الناس إلى أنفسهم. إذ يخشى بعض علماء النفس أن استمرار استخدام الهاتف يزيد من انتشار النرجسية في المجتمع، لأن الناس مشغولون وبنحو متزايد في مصالحهم وبنفس اللحظة هم متواصلون مع أصدقائهم. فالهاتف الخلوي يسهل تركيز الشخص على نفسه لأنه يشجع الشخصنة. يدل على ذلك ما تم التوصل إليه في 2008 حين استخدمت عالمة النفس في جامعة سان دييغو البروفيسور جين توينج اختبارات شخصية لـ 16 ألف طالب وطالبة جامعيين باحثةً عن صفات الشخصية النرجسية مثل الاهتمام بالنفس، ووجدت أن 30 في المائة كانوا نرجسيين، مقارنة مع 15 في المائة فقط عام 1982.

وقد تم إعادة الإحصاء في عام 2010 فوجدت أن معدل النرجسية قد ازداد مجددا. أن شبكات التواصل الاجتماعي -واحدة من أكثر استخدامات الهاتف الخلوي- تركز بشكل خاص على تعزيز الذات. وهذا يأتي نتيجة الكميات المهولة من محتوى هذه الشبكات يكون إما اشخاصا يتحدثون عن أنفسهم أو ينشرون صورا لأنفسهم. وأفضل مثال على ما نتحدث عنه هو ظاهرة "السيلفي" وهي التقاط الشخص لنفسه صورة بورترية بكاميرا هاتفه الأمامية، ليشاركها أو يشير اليها على شبكات التواصل. إن هذه الظاهرة انتشرت بتزايد منذ 2014 والتي يراها بعض الخبراء نموذجا صارخا عن مدى زيادة نرجسية المجتمعات. في هذا الصدد يقول بفرلي هيلز الطبيب النفسي"إن تنامي ظاهرة السيلفي هي تعبير مثالي عن زيادة ثقافة النرجسية في مجتمعاتنا".

وعلى الرغم من أن هناك خلافا حول ما إذا كان الهاتف الخلوي يؤثر على التفاعل الاجتماعي أم لا، لكن من الواضح أنه سبّبَ تغيرات دراماتيكية في الاتيكيت الاجتماعي.

يقول بروس مكيني أستاذ الاتصالات في جامعة شمال كارولينا-ويلمنغتون، "سواء أعجبنا أم لا فإن طريقة التواصل بين الأشخاص قد تغيرت وبوضوح". ويعتقد بروس أن مثل هذه التغيرات سوف تستمر. إذ يقول "باعتباره وضعا طبيعيا، فإن التواصل الإلكتروني سوف يستمر في إنتاج تغييرات واضحة في طرق تواصلنا." بعض هذه التغيرات مفيدة، مثل البقاء على تواصل مع أفراد العائلة الذين يعيشون في أماكن بعيدة، ولكن بعضها – مثل ضعف مهارات التواصل الشخصية- قد تؤثر في إنقاص إيجابية المجتمع. أخيراً، فإن السماح للأطفال بلعب أي لعبة من خلال أجهزتهم الإلكترونية من غير مراقبة ومتابعة وتمحيص، قد يعرض أطفالنا إلى مخاطر وخيمة

الهواتف الذكية” هاجس يجتاح مجتمعاتنا الشرقية, بل باتت قضية تحيط بها هالة من التساؤلات اللامتناهية بين السلب و الإيجاب. من هنا لابد أن نعيد النظر إلى طريقة استخدامنا لهذه التكنولوجيا بما يخدم حاجتنا إليها فقط, دون الإفراط الذي قد يودي بنا نحو الإدمان عليها.

الانشغال الدائم بهذا الجهاز يعزز ما نسميه بروح الفردية لدى الإنسان. الإنسان في علم الاجتماع يُعرّف بأنه حيوان اجتماعي، كائن اجتماعي يأنس بالآخرين، لـ”مجتمعه”. وتوفير مثل هذا الجهاز يمنحه الفرصة للقاء الآخرين لكن عن بعد، ما يجعله يمتلك كينونة خاصة تعزله عن مجتمعه الواقعي”.

و مما يستدعي التأمل دراسة سويسرية حديثة خلصت إلى أن مستخدمي الهواتف الذكية في العالم العربي يعتبرون التواصل هو الوظيفة الأهم لاستخدام أجهزتهم فيها، وينجذبون أكثر إلى التطبيقات التي تساعدهم في التواصل مع الأصدقاء والمعارف.

وأطلق اختصاصيو الطب النفسي مصطلحا جديدا يتعلق بحالة إدمان الهواتف الذكية وهو "رهاب نوموفوبيا" وليس رهاب الهاتف المحمول، لأنه ببساطة لا يمثل الخوف من الهاتف المحمول كجهاز بل الخوف من عدم وجود هاتفك معك.

يفتح صاحب الهاتف الذكي العادي هاتفه 150 مرة في اليوم، وأثبتت الدراسات أن الاستخدام المكثف بهذا الشكل يؤدي إلى تغيير كيمياء حقيقية في الدماغ البشرية.

وأكدت الإحصائيات أن 66% من سكان العالم تظهر عليهم علامات "رهاب نوموفوبيا"، و71% منهم ينامون عادة مع هواتفهم المحمولة أو بجانبها، و75% منهم يستخدمون هواتفهم المحمولة في المرحاض.

وأشارت الإحصائيات إلى أن 2 من كل ثلاثة أشخاص مدمنون على هواتفهم، وذلك بسبب زيادة قدرها 39% في عدد الساعات التي يقضيها الأشخاص في استخدام هواتفهم الذكية، وتلك الأرقام تتزايد بتستمرار منذ تفشي الفيروس.

وأصبحت الهواتف الذكية عاملاً دائمًا في حياتنا اليومية في العقد الماضي. وحتى الآن ربما أنت تقرأ هذا المقال على الهاتف المحمول، وربما يبدو ذلك لنا أمرا طبيعيا، ولكنه لن يبقى كذلك إذا علمنا أننا نقضي في المتوسط ​​ساعتين و 51 دقيقة يوميًا على الهواتف الذكية، بالمقارنة مع الوقت الذي نقضيه مع عائلاتنا والذي يصل إلى أقل من 45 دقيقة في اليوم.

كما أشارت الإحصائيات إلى رقم آخر لا يقل غرابة عما سبق، فلا يستطيع 68% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا، إبعاد أيديهم عن هواتفهم الذكية لمدة ساعة متواصلة، وإن أرغمو على ذلك سينتابهم شعور أنه يجب التحقق ما إذا كانت كارثة قد حدثت خلال تلك الساعة.

وأكدت الإحصائيات أن 66% من سكان العالم تظهر عليهم علامات "رهاب نوموفوبيا"، و71% منهم ينامون عادة مع هواتفهم المحمولة أو بجانبها، و75% منهم يستخدمون هواتفهم المحمولة في المرحاض.

وأشارت الإحصائيات إلى أن 2 من كل ثلاثة أشخاص مدمنون على هواتفهم، وذلك بسبب زيادة قدرها 39% في عدد الساعات التي يقضيها الأشخاص في استخدام هواتفهم الذكية، وتلك الأرقام تتزايد بتستمرار منذ تفشي الفيروس.

وأصبحت الهواتف الذكية عاملاً دائمًا في حياتنا اليومية في العقد الماضي. وحتى الآن ربما أنت تقرأ هذا المقال على الهاتف المحمول، وربما يبدو ذلك لنا أمرا طبيعيا، ولكنه لن يبقى كذلك إذا علمنا أننا نقضي في المتوسط ​​ساعتين و 51 دقيقة يوميًا على الهواتف الذكية، بالمقارنة مع الوقت الذي نقضيه مع عائلاتنا والذي يصل إلى أقل من 45 دقيقة في اليوم.

كما أشارت الإحصائيات إلى رقم آخر لا يقل غرابة عما سبق، فلا يستطيع 68% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا، إبعاد أيديهم عن هواتفهم الذكية لمدة ساعة متواصلة، وإن أرغمو على ذلك سينتابهم شعور أنه يجب التحقق ما إذا كانت كارثة قد حدثت خلال تلك الساعة.

وبعزل عن إدمان الهواتف الذكية أثناء اليوم، أكدت الإحصائيات أن عند الاستيقاظ في منتصف الليل، يمسك 40% من الأشخاص بهواتفهم بشكل فوري، وأكثر من ثلث 80% سيفعل ذلك في غضون 5 دقائق، يوضح هذا بالتأكيد مدى إدماننا لهواتفنا.

يعترف 75% من المستخدمين بأنهم أرسلوا رسائل نصية مرة واحدة على الأقل أثناء القيادة، وفي الواقع، تُظهر دراسات إدمان الهواتف المحمولة بعد الاطلاع على أرشيف قسم الحوادث في مشافي ولاية نيويورك الأمريكية أن استخدام الهاتف الذكي أكثر خطورة أثناء قيادة السيارة من تعاطي الكحول.

يشعر معظمنا بالقلق عندما لا يكون هاتفنا في الجوار، لذلك قد يكون من المفيد تعلم التخلي عنه من أجل تغيير العادة السيئة التي باتت أخطر من التدخين. قد يكون من الجيد لنا الخروج والاختلاط الاجتماعي دون إخراج الإدمان في جيوبنا.

إحصاءات إدمان الهواتف الذكية السابقة ليست مجرد أرقام، إنها تمثل بشرًا حقيقيين وربما تعرفت على نفسك في بعض هذه الإحصائيات. من يدري، ربما يكون من الجيد إيقاف تشغيل الهاتف بعد كل شيء، لا بأس في السماح لنفسك بالاستمتاع بالحياة غير الافتراضية قليلاً.