تفاعلت وسائل الاعلام الدولية مع زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى الدول الخليجية وتناولت صحيفة ارغاور تسايتونغ السويسرية غياب الرؤية الأميركية تجاه المنطقة، إذ اعتبرت أن زيارة ترامب لا تحمل أجندة سياسية واضحة، بل تكتفي بالتركيز على العائدات الاقتصادية.وان الرئيس الأميركي لم يتبع أي استراتيجية دبلوماسية متماسكة منذ توليه الحكم، ولا سبب يدعو للاعتقاد بأنه سيبدأ الآن .
كما رصدت وسائل الإعلام السويسرية تحوّلًا لافتًا في موقف دول الخليج تجاه إيران، مدفوعًا بهاجس الاستقرار بدلًا من الدخول في صراعات عقائدية. وأبرزت صحيفة لوتون هذا التبدل، مشيرة إلى تقارب الخليج مع الموقف الأميركي، وسعي السعودية لتفادي المواجهة المباشرة، حتى لو تطلّب الأمر القبول بالاتفاق النووي الذي كانت ترفضه في 2015، انسجامًا مع أهداف “رؤية 2030. هذا الأمر يعكس تحولًا في السياسات الأميركية والخليجية نحو براغماتية سياسية جديدة تُفضل التنمية على التصعيد.
أما صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ فرأت أن بن سلمان حقق أيضا الكثير من المكاسب على الصعيدين الداخلي والإقليمي ، حيث أكدت السعودية مكانتها كقوة لا يمكن تجاهلها، خاصة في مجال الاستثمارات .
"مجلة 24 " التقت رئيس جمعية المصارف في مملكة البحرين الدكتور عدنان يوسف وسالته كيف يقيم زيارة الرئيس الأميركي إلى الدول الخليجية على الصعد الاقتصادية والأمنية والاستثمارية. وهل أن الشراكة الأميركية الخليجية ستنعكس ايجابا على المنطقة العربية في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة ولبنان. وماذا عن تأثيرات الزيارة على إيران؟
الدكتور يوسف قال "إن تقييم زيارة الرئيس الأميركي إلى الدول الخليجية يعتمد على الأهداف المعلنة وغير المعلنة للزيارة، ولكن يمكن تناولها من عدة جوانب :
أولا: الجانب الاقتصادي والاستثماري: الولايات المتحدة تسعى لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج العربي، خصوصاً في مجالات الطاقة (النفط والغاز والطاقات المتجددة)، والتكنولوجيا، والبنية التحتية. وقد شملت الزيارة التوقيع على اتفاقيات ضخمة لتعزيز الاستثمارات المتبادلة، خصوصاً مع تصاعد أهمية أمن الطاقة العالمي .
ثانيا الجانب الأمني: الشراكة الأمنية تبقى ركيزة أساسية للعلاقات الأميركية الخليجية. واشنطن تسعى إلى طمأنة حلفائها في الخليج وسط التوترات الإقليمية. وقد شملت الزيارة أيضا التوقيع على اتفاقيات شراء أسلحة وتعزيز الدفاع الجوي المشترك، والأمن السيبراني، والتعاون الاستخباراتي .
ثالثا: انعكاسات الشراكة على المنطقة العربية: نحن ندعو لأن تكون الشراكة الأميركية الخليجية قائمة على الاحترام المتبادل والتنسيق الحقيقي، فقد تنعكس إيجاباً على المنطقة، من خلال دعم الاستقرار الاقليمي وتعزيز مشاريع التنمية والبنية التحتية في الدول العربية وتقليص فرص التوتر والنزاعات عبر مبادرات دبلوماسية مشتركة .
أما بخصوص إيران، فأن دول الخليج يهمها توقيع الولايات المتحدة على اتفاقية مع إيران بشأن برنامجها النووي لكي تكون المنطقة خاليا من الاسلحة النووية ويسود السلام والرخاء والتنمية في المنطقة .
والخلاصة إن الشراكة الأميركية الخليجية تحمل إمكانيات واعدة، لكن نجاحها في خدمة المنطقة العربية يعتمد على شموليتها، ووضوح أهدافها، ومدى مراعاتها للتغيرات الجيوسياسية وتحولات أولويات شعوب المنطقة .