بعد التوقعات برفع الفائدة في اليابان زوج الدولار- الين تحت الضغوط

img

لا يزال زوج الدولار الأميركي/الين الياباني تحت بعض ضغوط البيع عند مستوى 152.36 اليوم الخميس، وهو أدنى مستوى في ثلاثة أشهر. حيث توفر التوقعات المتزايدة على أن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل لبعض الدعم للين الياباني في الوقت الحالي. وسوف يكون الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثاني هو الأهم خلال تداولات اليوم للزوج.

ومن المرجح أيضاً أن يناقش بنك اليابان ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى الأسبوع المقبل ويكشف عن خطة لخفض مشتريات السندات إلى النصف تقريبًا في السنوات القادمة. وقد يكون هذا بسبب حقيقة أنه قبل قرار بنك اليابان بشأن أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، تسعر الأسواق خطر رفع أسعار الفائدة الآن وليس في ايلول سبتمبر. بالإضافة إلى ذلك، قد تعمل التدخلات المحتملة في سوق الصرف الأجنبي من قبل السلطات اليابانية على استمرار ضعف الزوج.

ومن وجهة نظري أنه في حال رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في اجتماعه القادم الأسبوع المقبل، سيدفع ذلك البائعين على المكشوف إلى إغلاق مراكزهم وشراء الين. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون خطط الحكومة اليابانية لتقليص مشترياته من السندات بهدف تهدئة التحفيز النقدي الضخم ،خاصة بعد تجنب وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي وكبير الدبلوماسيين المعنيين بالعملة ماساتو كاندا التعليق على اجراءات الصرف الأجنبي، حيث انخفض زوج الدولار الأميركي/الين الياباني إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين.

وأعتقد أن الدولار الأميركي قد يكتسب المزيد من القوة بعد أن كشفت بيانات مؤشر مديري المشتريات الأميركي الأخيرة عن نمو أسرع في نشاط القطاع الخاص لشهر تموز يوليو، مما يؤكد مرونة النمو في الولايات المتحدة على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة. وتمنح هذه البيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الحرية للحفاظ على موقفه من السياسة التقييدية إذا لم يظهر التضخم علامات على التراجع.

وبرأيي سيراقب المستثمرون باهتمام بيانات الناتج المحلي الإجمالي السنوي في الولايات المتحدة (الربع الثاني) اليوم الخميس وبيانات التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة. ومن المتوقع أن تقدم هذه التقارير رؤى جديدة حول الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة، وامكانية تحقيق الركود الناعم الذي يتحدث عنه الفيدرالي.

الجدير بالذكر ان مؤشر نيكاي 225 انخفض بنسبة 2.5% إلى أقل من 38200 نقطة، حيث سجلت الأسهم اليابانية أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع مع ارتفاع التراجع في أسهم التكنولوجيا. حيث جاء هذا التراجع بعد نتائج ربع سنوية مخيبة للآمال من شركتي التكنولوجيا العملاقتين الأميركيتين تسلا وألفابت.

أيضاً ارتفع مؤشر أسعار خدمات الشركات في اليابان(CSPI)، الذي يتتبع أسعار الخدمات المتبادلة بين الشركات، بنسبة 3.0% على أساس سنوي في حزيران يونيو، مقابل الزيادة السابقة البالغة 2.7%. وبرأيي يمثل هذا أسرع وتيرة في أكثر من تسع سنوات، مما يشير إلى تزايد الضغوط التضخمية.

ومن وجهة نظري يساهم التعافي الاقتصادي في اليابان وارتفاع معدلات التضخم في دعم قوة سوق الأسهم اليابانية والتي هي واحدة من أقوى العوامل التي تدعم قوة الين. لذا أتوقع أن بنك اليابان لن يرفع أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع المقبل.

وفي الولايات المتحدة ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات العالمي في الولايات المتحدة الصادر عن ستاندرد آند بورز إلى قراءة 56.0 في تموز يوليو، وهي أعلى قراءة في 28 شهر، وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب إلى 55.0 من القراءة السابقة 54.8، مسجلاً أعلى قراءة منذ نيسان أبريل 2022 ويشير هذا حسب توقعاتي إلى نمو مستدام على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية على الرغم من تباين ارقام البيانات.

انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لبنك جيبون اليابان بشكل غير متوقع إلى 49.2 في تموز يوليو من 50.0 في الشهر السابق، وهو ما جاء دون توقعات السوق البالغة 50.5 ويشير إلى أول انخفاض في نشاط المصانع منذ نيسان أبريل، وفقًا للتقديرات الأولية. في المقابل، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 53.9 في تموز يوليو من قراءة نهائية بلغت 49.4 في الشهر السابق. ويمثل هذا الزيادة السادسة في قطاع الخدمات هذا العام وأسرع وتيرة منذ أبريل.

وللحفاظ على قوة الين الحالية أعتقد، أنه يجب على الحكومة اليابانية توضيح خطتها للسياسة النقدية من خلال رفع أسعار الفائدة تدريجيا. وهذا من شأنه أن يدعم انتقال اليابان إلى اقتصاد قوي النمو.في المقابل أصبحت هاريس الآن المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر، مما قد يتسبب ببعض الضغط على الدولار. وبالتالي يمكن أن يستمر هبوط زوج الدولار مقابل الين.

التحليل الفني لـ أسعار الدولار / الين (USD/JPY):

اخترق زوج الدولار / الين مستويات الدعم الرئيسية. وهذا يعني مزيد من الخسائر، حيث تحول زوج الدولار الأميركي/الين الياباني إلى الاتجاه الهبوطي بعد اختراق سحابة إيشيموكو بشكل واضح، مما دفعه لاختبار أمستويات أقل. ولا يزال الزخم لصالح البيع.

كما يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) اقتراب السعر ذروة البيع في حال انخفض الزوج نحو منطقة الدعم التالية عند 151.86. وبمجرد تجاوزها، قد يستهدف الزوج دعم ذروة 21 تشرين الاول أكتوبر 2022 عند 151.94. لكن إذا عاد زوج الدولار الأميركي/الين الياباني للارتفاع واستعاد مستوى 156.00 فوق سحابة ايشيموكو فإنه سيعود للارتفاع وهو السناريو الأضعف.

من ناحية أخرى، يتداول زوج الدولار الأميركي/الين الياباني عند مستوى 152.72 خلال الساعات المبكرة اليوم الخميس. ويُظهِر تحليل الرسم البياني اليومي أن الزوج اخترق القناة الهابطة، ويقع خط الاشارة على مؤشر القوة النسبية(RSI) لمدة 14 يومًا أقل من 30، مما يشير إلى حالة من ذروة البيع وانتعاش محتمل على المدى القصير.

وقد يجد زوج الدولار الأميركي/الين الياباني دعمًا كبيرًا بالقرب من أدنى مستوى سجله في ايار مايو عند 151.86. وقد يجد المزيد من الدعم عند المستوى المهم 151.00.

وفي سناريو متفائل، قد يختبر الزوج الحد الأدنى للقناة الهابطة مرة أخرى حول المستوى النفسي 154.00. وقد تؤدي العودة إلى داخل القناة الهابطة إلى إضعاف الزخم الهبوطي ودعم الزوج لاختبار المقاومة عند المتوسط ​​المتحرك الأسمي لتسعة أيام عند 155.90، يليه الحد العلوي للقناة الهابطة حول مستوى 156.80 في المدى المتوسط، وهو السناريو الاقل احتمالاً.

مستويات الدعم: 152.30 – 151.86 – 151.94

مستويات المقاومة: 154.80 – 156.00 – 157.50