تراجع طفيف لاسعار الذهب والانظار نحو التوترات في الشرق الاوسط

img

يستمر تراجع الذهب اليوم وبأكثر من 1% ويصل من جديد إلى مستوى 2362 دولاراً للأونصة في الأسعار الفورية بينما تتراجع العقود الأجلة في COMEX بنسبة أكبر وذلك بعد المكاسب الملحوظة التي سجلتها الأمس.

تأتي مكاسب الذهب مع تفوق الاقتصادي الأميركي على التوقعات مع قراءة الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني في مقابل استمرار تدفق البيانات الأضعف من المتوقع من منطقة اليورو وكبرى اقتصاداتها على وجه الخصوص. كما يأتي هذا وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية المرتفعة في الشرق الأوسط على ضوء خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمس.

أرقام اليوم أضعفت قليلاً من احتماليات خفض سعر الفائدة في ايلول سبتمبر، إلا أنها لا تزال مرتفعة للغاية وكذلك الأمر بشأن الخفض الثاني المحتمل فيتشرين الثاني نوفمبر أو كانون الاول ديسمبر. عليه، فإن تراجعات الذهب قد تكون مؤقتة وذلك في حال لم تتغير توقعات خفض أسعار الفائدة على نحو جوهري.

وفق CME FedWatch Tool، تبلع احتمالية أن يخفض الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قرابة 85% في ايلول سبتمبر. في حين تبلغ احتمالية أن نشهد خفضاً آخراً في تشرين الثاني نوفمبر أو كانون الاول ديسمبر بنفس القدر 60% و34% على التوالي.

أما في منطقة اليورو، فقد سجل مؤشر Ifo لمناخ الأعمال قراءة أضعف من المتوقع لشهر تموز يوليو وهي الأدنى منذ اذار مارس الفائت. في حين كانت المعنويات قد استمرت في التراجع – أو ارتفع التشاؤم – في كل من قطاعات التصنيع والخدمات والتجارة والانشاء وذلك مع تراجع الأمل حول المستقبل، وفق مسح Ifo.

جاء هذا المسح أيضاً بعد القراءة أفضل من المتوقع لمؤشر GfK لمناخ المستهلك لنفس الفترة والذي شهدناها الأمس. فيما يعتقد أن ذلك الانتعاش في معنويات قد يعود إلى الزخم الذي أحدثته بطولة كرة القدم الأوروبية التي أقيمت في ألمانيا وأن استدامة هذه المعنويات هو موضع تساؤل.

أضف إلى ذلك سلسلة أرقام مديري المشتريات الاسواء من المتوقع في غالبها للإقليم وألمانيا وفرنسا وذلك بضغط قطاع التصنيع الذي يشهد ظروف صعبة للطلب.

هذا التفاوت في الأداء الاقتصادي ما بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو – التي لا تزال تبدو بعيدة عن استعادة النمو – من شأنه أن يحفظ للدولار قوته في وجه كبرى العملات الرئيسية ويبقي على فجوة عوائد السندات مرتفعة لصالح سندات الخزانة وهذا بدوره يشكل ضغطاً على الذهب.

كما جاءت خسائر الذهب اليوم على الرغم من تراجع عوائد سندات الخزانة التي يبدو أنها تميل إلى الراحة المكاسب التي سجلتها خلال الأيام الفائتة باستغلال الأداء الضعيف لسوق الأسهم الذي يتأثر بموسم النتائج الربعية المتباينة.

في حين اعتقد أن استمرار تدفق النتائج الضعيفة لكبرى الشركات بما قد يوحي بتراجع النشاط الاقتصادي من شأنه أن يبطء أو يوقف الزخم الصاعد لسوق الأسهم وما هذا بدوره قد يعيد بريق الملاذات الآمنة وأولها الذهب.

بعيداً عن الاقتصاد، فأن أهم دعائم احتفاظ الذهب بمكاسبه متمثلاً بعدم اليقين الجيوسياسي خصوصاً في الشرق الأوسط لا تزال حاضرة وقد تحفظ للذهب لمعناه على الرغم من التراجعات الأخيرة.

فلم يكن خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمس خطوة على طريق التوصل إلى وقف إطلاق النار غزة. بدلاً من ذلك، فقد كرر عزمه على تحقيق النصر الكامل على حماس – أي استمرار الحرب الذي يشكك القادة العسكريون ومسؤولي الإدارة الاميركية أنفسهم بجدواها – واستنكار التهم الموجهة له بالإبادة والمجاعة إضافة إلى شتم المتظاهرين المعارضين له خارج الكابيتول. في حين لم يتطرق في خطابه، الذي قُبل بتصيف حار من الجمهورين، إلى مفاوضات وقف إطلاق النار إلا بشكل عابر. كما لم يتطرق الخطاب إلى خطة ما بعد الحرب وتحقيق السلام في المنطقة، وفق الانتقادات من أحد الجماعات المؤيدة لإسرائيل نقلاً عن The New York Times. فيما ترى حماس أن نتنياهو بخطابه هذا لا يريد به التوصل إلى اتفاق للتهدئة، وفق Reuters.

هذا الطول في أمد الحرب في غزة يبقي على المخاوف في الأذهان بشأن اتساع الحرب لتشمل عدة جبهات في الإقليم وحتى خارجه، وهذا بدوره يبقي على جاذبية الذهب.