حتى لو في العشرينات عادات صحّية تغيّر حياتك للأطول!

img

تعني "الحياة الصحّية" لمعظم الناس، الصحتين الجسدية والعقلية معاً. ففي كثير من الحالات، ترتبط الصحة البدنية والعقلية ارتباطاً وثيقاً، بحيث يؤثر التغيير (الجيد أو السيء) في أحدهما بشكل مباشر على الآخر.

أحياناً كثيرة نستيقظ صباحاً ونحن نشعر بالخمول، فنلجأ للكافيين لمساعدتنا على إمدادنا بالطاقة طوال اليوم. إذا كان هذا يبدو مألوفاً لديكم، فقد حان الوقت للتخلي عن الحلول السريعة التي نعتمد عليها، ووضع خطة لإدارة الطاقة. قد تبدو البداية أمراً شاقاً، ولكن سرعان ما سنتحفّز للإستمرار بحياة صحّية لأسلوب حياة أكثر سعادة وصحّة وإنتاجية.

الإختصاصية في علم الأمراض والطب الوقائي، الدكتورة "ليلى لحود، خصت  موقع "مجلة 24" بحلقة جديدة لمعرفة خصائص غذائية ونصائح لأسلوب حياة يضيف لأعمارنا سنين أكثر وحياة  جسدية ونفسية أسلم، ليس فقط لعمر معيّن للإنسان، بل للأعمار الصغيرة قبل الأعمار المتقدّمة!

كُلّ أقلّ فتتأخّر شيخوختك!!

*كيف نعيش لسنين أطول وبصحّة أفضل؟

- عوامل أساسية ومهمة تعمل على منحنا سنين أطول من العمر لنعيشها، منها: نوعية النوم الصحّية كما إعطاء ساعات النوم الأولوية لصحتنا، إتباع نظام صحّي كافٍ، حركة مستمرة، عدم التدخين بأنواعه، عدم التعرّض للمواد الكيميائية، العيش ضمن مناخات مريحة ونائية بعيدة عن التلوث والتوتر، والأهم من ما ذُكر، الوقاية من الأمراض بالفحص الجيني، علاجات للخلايا  التي أصبحت متاحة في كل العالم.

* في أيّ عمر على الإنسان أن يبدأ بالوقاية والخضوع لنمط حياتي صحّي؟

- من عمر العشرينات، يبدأ تراكم الأمراض في الشرايين وأهمها مرض "تصلّب الشرايين" وهو أصبح مرض الشباب، حيث بات يصيب من هم أقل من 30 عاماً، والسبب الأساسي هو التدخين والتلوث والسمنة، وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون فى الدم وقلة الحركة. طبعاً يبدأ المرض خبيثاً حيث يتحضّر في كثير من الحالات بشكل مخفي وخبيث، الى أن يظهر في عمر الثلاثينات والأربعينات، وربما أبكر بكثير، خصوصاُ  

في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب التاجية والسمنة وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.

*هل صحيح أنه في حال تناولنا طعاماً أقلّ تتأخّر شيخوختنا؟

- طبعاً، علينا تناول حاجة جسمنا من الطعام على حسب فترة الزمن، العمر، ومتطلبات الجسم. أعتبر أن لكل شخص عدد محدّد من السعرات الحرارية التي عليه تأمينها لصحته.  

* ما هي الأطعمة المضرة لجسم الإنسان؟

- على الشخص الذي لا يتّبع تمارين رياضية، التخفيف من النشويات! الأمر يعود الى الهورمونات، فكل مرّة نضغط على البانكرياس لفرز الأنسولين بتناول النشويات بكمية زائدة،  يتعب البنكرياس مع الوقت ويتكاسل.

* الطعام الذي يؤذي البنكرياس؟

- الخبز الأبيض هو الأخطر عموماً، نظراً لتحفيزه  على انتاج نسبة أكبر  من الأنسولين، الى جانب أطعمة أخرى:

 

1. اللحوم الحمراء مرتفعة الدسم.

2. الأطعمة المقلية.

3.منتجات الحليب كاملة الدسم.

4. المعجنات والحلويات المصنوعة خصوصاً من الطحين الأبيض.

5. المشروبات السكرية.

* ما هو دور الأيض في صرف السعرات الحرارية؟

- أريد أن أنوّه هنا أن عملية الأيض، أو ما يُسمى بعملية الإنقلاب Metabolism  تتفاوت سرعتها باختلاف  نوع الأطعمة التي تدخل  الجسم!

وتتميّز  هذه العملية بشمل العمليات الكيميائيّة للجسم، بهدف المحافظة على الحياة، كالهضم، التنفّس وترميم خلايا الجسم، ولنجاح هذه العمليات يحتاج الجسم إلى الطاقة، التي تنتج عن تحلّل الكربوهيدرات، البروتين والدهون، الموجودة في الطعام والشراب. وتختلف عملية الأيض من شخص لأخر بحسب نظام الحياة الغذائي (نوعية الطعام)، عدد السعرات الحرارية المستهلكة، النشاط الحركي، كما التقدّم  في العمر !

 

* وماذا عن باقي الإرشادات وأهمها؟

التدخين:

التدخين على أنواعه غير مقبول!

يحتوي الدخان على أكثر من 4000 مادة كيميائية من المعادن الثقيلة الضارة التي تسبب الإصابة بأمراض الشرايين و السرطان وحتى الزهايمر.. إضافة الى احتوائه كميات كبيرة من أول أوكسيد الكربون، الذي يعمل على منع قدرة الدم على حمل الأوكسجين إلى القلب والدماغ. أما النرجيلة، فساعة تدخين كاملة منها، تضاهي علبة كاملة من السجائر! في حال التوقف عن الإدمان على النيكوتين، تجدّد الرئة خلاياها وتعمل على تنظيفها بالكامل بمدة تتراوح من 6 أشهر الى سنة واحدة، وبالتالي تنخفض مخاطر تضييق الأوعية الدموية والإصابة بالنوبة القلبية بنسبة كبيرة، تحسّن في جهاز المناعة، مقاومة لنزلات البرد و أمراض أخرى.

* فوائد النوم؟

ربطت الأبحاث عملية الحرمان من النوم، أو النوم المنخفض الجودة، أو أوقات النوم غير المناسبة، بانخفاض جودة الحياة. تنعكس التغيّرات في مدة النوم ونوعيته والاضطراب الاجتماعي والضغط النفسي على رضا الفرد على مسار حياته من عدم الشعور بالسعادة والتعب النفسي من ضغوط العمل وهموم الحياة كما التفاعل مع الأحداث. لكن على الرغم من أهمية مدة النوم وتوقيته، تكشف تحليلات أن جودة النوم هي أقوى مؤشر لجميع متغيّرات النوم في تفسير الاختلافات داخل الشخص وبين الأشخاص في مؤشرات جودة الحياة.

* العيش ضمن مناطق خضراء؟

أظهرت دراسة جديدة أن السكن ضمن منطقة خضراء تحيطها المنتزهات والحدائق، يمكن أن يبطئ من الشيخوخة البيولوجية. فقد وجد فريق بحث إسباني وأميركي مشترك أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء هم في المتوسط ​​أصغر سناً بيولوجيا بـ 2.5 سنة من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.

*الرياضة:

تلعب الجينات دوراُ في حب الرياضة، لذلك نرى أشخاصاً مدمنين على الرياضة عكس أشخاص لا يحبون ممارستها أبداً. لذلك على كل منا تعلّم ممارسة الرياضة وعدم التوقف عن ممارستها لسلامة صحتنا.